للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن أبي أُصَيْبَعة [١] : والصّحيح أنّها للعنْتَري.

وله:

من لزم الصّمت اكتسى هيبة ... تخفى عن النّاس مساويه

لسان من يعقل فِي قلبه ... وقلب من يجهل في فيه [٢]

وله:

جرّدته الحمّام من كلّ ثوبٍ ... وأَرَتْني منه الَّذِي كان قَصْدي

بَدَنًا كالصَّباح من تحت ليلٍ ... حالِكِ اللّون أسْوَدَ غيرِ جعدِ

سكَبَ الماءَ فوق جسمٍ حكى ... الفضَّةَ حَتَّى اكتسى غُلالةَ ورد [٣]


[١] في عيون الأنباء.
[٢] عيون الأنباء، الوافي بالوفيات ٤/ ٣٨٦.
[٣] ومن شعره:
أبلغ العالمين عنّي أنّي ... كلّ علمي تصوّر وقياس
قد كشفت الأشياء بالفعل حتى ... ظهرت لي وليس فيها التباس
وعرفت الرجال بالعلم لمّا ... عرف العلم بالرجال الناس
ومنه:
قالوا رضيت وأنت أعلم ذا الورى ... بحقائق الأشياء عن باريها
تجتاب أبواب الخمول فقلت عن ... كره ولست كجاهل راضيها
لي همّة مأسورة لو صادفت ... سعدا بغير عوائق تثنيها
ضاق الفضاء بها فلا تسطيعها ... لعلوّها الأفلاك أن تحويها
ما للمقاصد جمّة ومقاصدي ... ناط القضاء بها القضاء واليها
أطوي الليالي بالمنى وصروفها ... تنشرنني أضعاف ما أطويها
إنّي على نوب الزمان لصابر ... إمّا ستفني العمر أو يفنيها
أمّا الّذي يبقى فقد أحرزته ... والفانيات فما أفكر فيها
ومنه:
بنيّ كن حافظا للعلم مطّرحا ... جميع ما الناس فيه تكتسب نسبا
فقد يسود الفتى من غير سابقة ... للأصل بالعلم حتى يبلغ الشهبا
غذّ العلوم بتذكار تعش أبدا ... فالنار تخمد مهما لم تجد حطبا
إنّي أرى عدم الإنسان أصلح من ... عمر به لم ينل علما ولا نشبا
قضى الحياة فلما مات شيّعه ... جهل وفقر لقد قضاهما نصبا