للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن النّجّار: نا عَنْهُ ابن الحُصْريّ، وكان فقيها ورِعًا كثير العبادة، منقطعا، تفقَّه عَلَى أَبِي الْخَطَّاب.

٩٩- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حسين بْن عَلي بْن عَرِيب [١] .

الْإِمَام أَبُو عليّ الْأَنْصَارِيّ، الطَّرْطُوشيّ، المقرئ.

أخذ القراءات بطَرطُوشة عَنْ أَبِي مُحَمَّد بْن مؤمن، وبسرقسطة عَنِ ابن الورّاق.

وتفقَّه بقاضي طرطُوشة أَبِي الْعَبَّاس بْن مَسْعَدَة. وتأدَّب عَلَى جماعة.

وأخذ القراءات أيضا عَلَى أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة، وأبي الْحَسَن، وغير واحد.

وكان قد حمل القراءات عَنْ أَبِي طاهر بْن سوار، وغيره.

وسمع «أدب الكاتب» لابن قُتَيْبَة بطرطُوشة، من أَبِي العرب الصَّقَلّيّ الشّاعر، بقراءته عَلَيْهِ، ورواه بعُلُوّ عَنْ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.

وأجاز لَهُ أبو مُحَمَّد بن عتّاب، وغير واحد.

وتصدّر للإقراء ببلده، والخطابة. وأقرأ بجامع المريّة، فلمّا دخلها الفرنج استوطن مرسية وتصدّر بها للإقراء، وقدّم للخطابة.

قال ابن الأبّار [٢] : انفرد في وقته بطريقة الإقراء، وأخذ النّاس عنه، وكانت له حلقة عظيمة، وكان مع فضائله متواضعا، ليّن الجانب. وكان رجلا صالحا. ثنا عَنْهُ: أَبُو الْخَطَّاب بْن واجب، وأبو مُحَمَّد بْن غَلْبُون.

وُلِد سنة سبْعٍ وسبعين وأربعمائة، وتُوُفّي بمُرْسِية فِي ذي القعدة.

قَالَ: وكانت جنازته مشهودة.


[١] انظر عن (الحسين بن محمد الطرطوشي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار ١/ ٢٧٥، ٢٧٦، وبغية الملتمس للضبي ٢٦٦، والمعجم للصدفي ٨٢، ٨٣، ومعرفة القراء الكبار ٢/ ٥٥٤ رقم ٥٠٥، وغاية النهاية ١/ ٢٥١، ٢٥٢، رقم ١١٤٢، والوافي بالوفيات ١٣/ ٤٦ رقم ٤٧.
[٢] في تكملة الصلة ١/ ٢٧٥.