للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقال لَهُ أيضا «حُجَّة العرب» . وكان أحد النُّحَاة المُبَرِّزين، والشّعراء المتجدّدين. وله عدَّة تصانيف.

ذكره العِماد الكاتب [١] فقال: أحد الفُضَلاء، بل واحدهم فضْلًا، وماجدهم نُبْلًا. وبالغَ فِي وصفه بالعِلم، والرئاسة، والكَرَم، والإفضال.

وقال ابن خَلِّكان [٢] : لَهُ مصنَّفات فِي الفِقْه والأَصْلَيْن، والنَّحْو.

وله ديوان شِعر، فمِن شِعْره:

سَلَوْتُ بحمدِ اللَّهِ عَنْهَا فأصبحت ... دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها

عَلَى أنّني لا شامت إنْ أصابها ... بلا ولا راضٍ بواشٍ يعيبها [٣]

وروى عَنْهُ جماعة منهم القاضي شمس الدّين ابن الشّيرازيّ.

وتوفّي في تاسع شوّال.

ورئي فِي النّوم فقال: غفر لي ربّي بأبياتٍ قلتها، وهي:

يا ربِّ ها قد أتيتُ معترفا ... بما جَنَتْه يدايَ من زَلَلِ

ملآنَ كَفٍّ بكلّ مَأْثَمَةٍ ... صِفْرَ يدٍ من محاسنِ العَمَلِ

وكيف أخشى نارا مُسَعَّرةً ... وأنت يا ربُّ فِي القيامة لي [٤]

قَالَ [ابن العديم] [٥] فِي «تاريخ حلب» : ذكر لي شمس الدّين مُحَمَّد بْن يوسف بْن الخَضِر أنّ ملك النُّحاة خلع عَلَيْهِ نور الدّين خِلْعةً فلبسها، ومرَّ بطُرُقيّ قد علَّم تَيْسًا إخراج الخَبِيَّة بإشاراتٍ علَّمها التَّيْسَ، فوقف ملك النُّحاة عَلَى الحلقة وهو راكب، فقال الطُّرُقيّ: فِي حلقتي رِجْل رَجُلٍ عظيم القدْر، ملك فِي زِيّ عالِم، أعلم النّاس، وأكرم النّاس، فأرِني إيَّاه. فشقّ التّيس


[١] في الخريدة ١/ ٨٨.
[٢] في وفيات الأعيان ٢/ ٣٩٢.
[٣] مرآة الجنان ٣/ ٣٦٨.
[٤] مرآة الزمان ٨/ ٢٩٧، معجم الآداب ٨/ ١٣٨، ١٣٩.
[٥] في الأصل بياض.