للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولَهُ ديوان مشهور. وللفقيه عمارة مجلَّد فِيهِ «النُّكَت العصريَّة فِي الدَّولة المصريَّة» [١] ترجم نفسه فِي أوّله فقال [٢] : والحديثُ كما قِيلَ شُجُون، والجدُّ قد يُخلط بالمُجُون، وعسى أن يَقُولُ من وقع في يده هذا المجموع: خبّرتنا عَنْ غيرك، فَمَن تكون؟ وإلى أيّ عشٍّ ترجع من الوكون؟ وأنا أقتصر وأختصر:

فأمّا جُرْثُومة النَّسَب فقَحْطانُ، ثُمَّ الحَكَم بعد سَعْد [٣] العشيرة المَذْحِجيّ.

وأمّا الوطن فمن تِهامة باليمن مدينة يقال لها مُرْطان من وادي وَسَارع [٤] ، بعدها من مَكَّة [٥] أحد عشر يوما، وبها المولد والمَرْبَى، وأهلها بقيَّة العرب في تِهامة، لأنّهم لا يُساكنهم حَضَريّ ولا يناكحونه، ولا يُجيزون شهادتَه، ولا يرضَوْن بقتله قَوَدًا بأحدٍ منهم. ولذلك سلمت لغتهم من الفساد.

وكانت رياستهم [٦] تنتمي [٧] إلى المُثيب بْن سُلَيْمَان، وهُوَ جدّي من جهة الأمّ، وإلى زَيْدان، وهُوَ جدّي لأبي، وهما أبناء عمّ. وكان زيدان يَقُولُ: أَنَا أعدّ من أسلافي أحد عشر جِدًّا، ما منهم إِلَّا عالم مُصَنَّف فِي عِدَّة علوم.

ولقد أدركتُ عمّي عَلِيّ بْن زَيْدان وخالي مُحَمَّد بْن المُثيب، ورياسة حَكَم بْن سَعْد [٨] تقف عليهما [٩] . وما أعرق فيمن رأيته أحدا يشبه عمّي


[١] نشره «هرتويغ درنبرغ» بعنوان: «النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية» ، وطبع في مدينة شالون سنة ١٨٩٧.
[٢] في النكت العصرية ص ٦، ٧.
[٣] في النكت ٧ «الحكم بن سعد» .
[٤] في الأصل: «وسارع» .
[٥] في النكت بعدها: «في مهبّ الجنوب» .
[٦] زاد في النكت: «وسياستهم» .
[٧] في النكت: «تنتهي» .
[٨] في النكت: «حكم بن سعد العشيرة» .
[٩] زاد في النكت: «وتنتهي إليهما» .