قَالَ الأَبّار: وكان مؤرّخا، نسّابة، فصيحا، جمع ما لا يوصف من الكتب، وحدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَجّاج بْن الشَّيْخ، وأبو عَلِيّ الرنْديّ، وأبو مُحَمَّد بْن غلبون شيخنا.
كَانَ مَعَ براعته فِي الطّبّ بصيرا بالهندسة، لعّابا بالعود، مجوِّدًا للموسيقى، ولَهُ يدٌ فِي عمل الآلات. قد صنع أرغنا، وبالغ فِي تحزيزه.
اشتغل عَلَى والده أَبِي الحَكَم المُتَوَفّي سَنَة تسعٍ وأربعين. وكان السُّلطان نور الدِّين يُقدّمه ويرى لَهُ، وردّ إِلَيْهِ أمر الطّبّ بمارستانه الَّذِي أنشأه، فكان يدور عَلَى المرضى، ثُمَّ يجلس فِي الإيوان يُشغل الطَّلَبة، ويبحثون نحو ثلاث ساعات. وكان حيّا فِي هذا الوقت.
ولم يذكر ابن أَبِي أُصَيْبَعَة وفاته.
[١] انظر عن (محمد بن أبي الحكم) في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ٢/ ١٥٥، والوافي بالوفيات ٤/ ٢٤ رقم ١٤٧٤.