[٢] وهو: «تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها» . وهو من أعظم كتب التراجم وأضخمها، بل هو أوعى كتاب في تاريخ المدن على الإطلاق، من ثمانين مجلّدا، على نسق «تاريخ بغداد» للخطيب ولكنّه أعمّ وأشمل. وقد اتخذ ابن عساكر من دمشق عنوانا للكتاب لأنها عاصمة بلاد الشام وقاعدتها، ولكنه أحاط بتراجم كلّ من أخرجته المدن والبلدان والقرى الشامية على اتساع رقعتها والتي كانت تشتمل في عصره على: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وكل من دخلها من علماء العالم الإسلامي، وخصّص المجلّد الأخير من الكتاب لتراجم النساء، ورتّب التراجم على الحروف مع مراعاة الاسم الثاني والثالث، وابتدأ بمن اسمه «أحمد» تيمّنا باسم النبيّ صلّى الله عليه وسلم، ولم تقتصر تراجمه على الأعلام في العصر الإسلامي، بل عرض لعدّة أعلام من السابقين للإسلام بزمان طويل. ويتبنى «مجمع اللغة العربية بدمشق» مشروع طبع هذا السفر العظيم، وهو قمين بهذه المهمّة الجليلة التي تتطلّب حشد الطّاقات العلمية والتفرّغ لإخراج هذا الكتاب الموسوعيّ الضخم في أقرب وقت ليعمّ نفعه ويفيد من معينة الباحثون، حيث لم ينشر منه حتى الآن ونحن في سنة ١٤١٥ هـ. / ١٩٩٥ م. سوى أقل من ربع أجزائه. فقد صدر المجلّد الأول سنة ١٩٥١، والقسم الأول من المجلّد الثاني سنة ١٩٥٤ بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، وصدر المجلّد العاشر سنة ١٩٦٣ بتحقيق الشيخ محمد-