[٢] وأنشد أبو عبد الله محمد بن باز قال: أنشدني أبو عبد الله الرصافيّ لنفسه من قطعة يصف فيها حائكا وسيما: غزيّل لم تزل في الغزل جائلة ... بنانه جولان الفكر في الغزل جذلان تلعب بالمحوك أنمله ... على السّدى لعب الأيام بالأمل ما إن يني تعب الأطراف مشتغلا ... أفديه من تعب الأطراف مشتغل جذبا بكفّيه، أو فحصا بأخمصه ... تخبّط الظّبي في أشراك مختبل وله في وسيم صغير: أميلد، ميّاس إذا قاده الصبا ... إلى ملح الإدلال أيده السّحر بيّل مآقي زهريته بريقه ويحكي ... البكا عمدا كما ابتسم الزهر أيوهم أنّ الدمع بلّ جفونه ... وهل عصرت يوما من النرجس الخمر وله في جميل نائم قد تحبّب العرق على خدّه: ومهفهف كالغصن إلّا أنه ... سلب التثنّي النوم عن إثنائه أضحى ينام وقد تحبّب خدّه ... عرقا فقلت: الورد رشّ بمائه وله من قصيدة طويلة أولها: أيّها الآمل خيمات النقا ... خف على قلبك تلك الحدقا إنّ سربا حشى الخيم به ... ربّما غرّك حتى ترمقا لا تثرها فتنة من ربرب ... ترعد الأسد لديهم برقا وأنج منها لحظة سهميّة ... طال ما قلت رداي علقا وإذا قيل: نجا الركب، فقل ... كيف ما سالم تلك الطرقا يا رماة الحيّ موهوب لكم ... ما سفكتم من دمي يوم النقا ما تعمّدتم ولكن سبب ... قرب الحين وأمر سبقا-