للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويزيد بْن رومان، وزاد يزيد فقال: كان رجلًا جبانًا، فَلَمَّا ركِبُوا يتلقّونه ظنّ أنّهم يريدون قَتْلَهُ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ لِعَلِيٍّ: أَنَا أَحَدُّ مِنْكَ سِنَانًا، وَأَبْسَطُ مِنْكَ لِسَانًا، وَأَمْلأُ لِلْكَتِيبَةِ مِنْكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ، فَنَزَلَتْ أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ٣٢: ١٨ [١] . وقال طارق بْن شهاب: لمّا قدم الْوَلِيدُ أميرًا على الكوفة، أتاه سعدُ فقال: يا أَبَا وهْب، أكستَ بعدي أو استحمقتُ بعدك [٢] .

وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا فِي جَيْشٍ بِالرُّومِ، وَمَعَنَا حُذَيْفَةُ، وَعَلَيْنَا الْوَلِيدُ، فَشَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَحِدَّهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَتُحِدُّونَ أَمِيرَكُمْ وَقَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، فَبَلَغَهُ فَقَالَ:

لأَشْرَبَنَّ وَإِنْ كَانَتْ مُحَرَّمَةً ... وَأَشْرَبَنَّ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمَا [٣]

وَقَالَ سَعِيدُ بن أبي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ [٤] ، عَنْ أَبِي ساسان


[ () ] وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٧/ ١٠٨، ١٠٩ وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، كذا قال، مع أن دينارا والد عيسى لم يوثّقه غير ابن حبّان على عادته في توثيق المجاهيل. ولم يرو عنه غير ابنه عيسى. وقال ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» ٣/ ٦٣٢: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أنّ قوله عزّ وجلّ إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ٤٩: ٦ نزلت في الوليد بن عقبة.
[١] سورة السجدة، الآية ١٨.
والحديث أورده السيوطي في «الدرّ المنثور» ٥/ ١٧٧، ١٧٨ ونسبه إلى الأغاني ٥/ ١٤٠، والواحدي، وابن عديّ، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، من طرق عن ابن عباس.
وقال الحافظ الذهبيّ في سير أعلام النبلاء ٣/ ٤١٥: «إسناده قويّ، لكنّ سياق الآية يدلّ على أنها في أهل النار» .
[٢] الاستيعاب ٣/ ٦٣٣.
[٣] سير أعلام النبلاء ٣/ ٤١٤.
[٤] الداناج هو: عبد الله بن فيروز البصري.