للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضرّ فِي الآخر وأُقعِد، فاحتاج ليلة إلى الوضوء، ولم يكن عنده فِي البيت أحد. فذُكِر عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: فبينا أَنَا أتفكّر إذا بنورٍ منَ السّماء دخل البيت، فبصُرت بالماء فتوضّأت، حدَّث بذلك بعض إخوانه، وأوصاه أن لا يخبر بها إلّا بعد موته [١] .

٢٥٩- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مغاور [٢] .

الفقيه أَبُو بَكْر السّلميّ، الشّاطبيّ، الكاتب.

وُلِد فِي سنة اثنتين وخمسمائة.

وسَمِع من: أَبِيهِ مُحَمَّد بْن مغاور بْن الحَكَم، وأبي عليّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الصَّدَفيّ ابن سُكَّرَة، وَهُوَ آخر مَن سَمِع منه.

وأخذ «صحيح الْبُخَارِيّ» عَنْ أَبِي جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن غزلون [٣] صاحب أَبِي الْوَلِيد الباجيّ.

وسَمِع أيضا من أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جحدر الْأَنْصَارِيّ، الشّاطبيّ.

قَالَ الأَبّار [٤] : وكان بقيّة مشيخة الكتّاب والأدباء والمشاهير، مع الثّقة والكرم، بليغا مفوّها، مدركا، له حظّ وافر من قرض الشّعر وصدق اللهجة طال عمره وعلت روايته.

وتوفّي في صفر.

حدّث بشاطبة، فروى عنه: أبو القاسم الطّيّب المرسيّ، وقال: هو


[١] وقال ابن نقطة: حدّث بكتاب «السنن» لأبي دَاوُد، عن عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، عن الخطيب، قال لي بدل بن أبي المعمّر التبريزي: إنه كان يفوته الجزء الأخير من السنن، وأوله: باب ما يقول الرجل إذا تعارّ من الليل، إلى آخر الكتاب. (التقييد) .
[٢] انظر عن (ابن مغاور) في: تكملة الصلة (مخطوط) ٣/ ورقة ١٣، والتكملة لوفيات النقلة ١/ ١٥٣ رقم ١٣٦، وزاد المسافر للتجيبي ٣٧، والعبر ٤/ ٢٦١، ٢٦٢، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ١٥٠، ١٥١ رقم ٧٧، وشذرات الذهب ٤/ ٢٨٩.
[٣] في الأصل: «عزلون» بالعين المهملة، وكذا في أصل (سير أعلام النبلاء) ، والمثبت عن (الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال ١/ ٧٩) وهو: أبو جعفر أحمد بن علي بن غزلون الأموي التّطيلي المتوفى بالعدوة سنة ٥٢٤ هـ.
[٤] في تكملة الصلة ٣/ ورقة ١٣.