كَانَ بطلا شجاعا لَهُ مواقف مشهودة فِي قتال الفِرَنج مَعَ عمّه السّلطان صلاح الدّين، وكان يحبّه، وَهُوَ الَّذِي أَعْطَاه حماه. وَقَدِ استنابه عَلَى مصر مدَّة، وأعطاه المَعرَّة، وسَلَمية، وكَفَرْطاب، وميّافارقين. ثُمَّ أَعْطَاه فِي العام الماضي حَرّان والرُّها بعد ابن صاحب إربل، فأذِن لَهُ فِي السَّفَر إلى تِلْكَ البلاد ليقرّر قواعدها، فسار إليها وإلى ميّافارقين في سبعمائة فارس، وكان عالي الهمَّة، فقصد مدينة حاني فحاصرها وافتتحها، فَلَمَّا سَمِع الملك بكتمر صاحب خِلاط سار لقتاله فِي أربعة آلاف فارس فالتقوا، فلم يثُبت عسكر خِلاط وانهزموا، فساق تقيّ الدّين وراءهم، وأخذ قلعة لبكتمر، ونازل خِلاط وحاصرها، فلم ينل غَرَضًا لقلّة عسكره، فرحل. ونازل منازكُرد مدَّة. وَلَهُ أفعال بِرّ بمصر والفيّوم.