وقال فِي أمر الخراب: فأمّا الهلاليّة، ومُعظم الخليج، وحارة السّاسة، والمقْس، وما تاخم ذلك، فلم يبق فيها أنيس، وإنّما ترى مساكنهم خاوية على عروشها.
قال: والّذي تحت قلم ديوان الحشريّة فِي الموتى وضمّته المَيْضأة فِي مدَّة اثنتين وعشرين شهرا مائة ألف وأحد عشر ألفا إلّا شيئا يسيرا.
قلت: هَذَا فِي القاهرة.
قال: وهذا مع كثرته نَزْرٌ فِي جَنْب ما هلك بمصر والحواضر، وكلّه نَزْرٌ في جنب ما هلك بالإقليم.
وسمعنا من الثِّقات عن الإسكندريّة أنّ الْإِمَام صلّى يوم الجمعة على سبعمائة جنازة، وأنّ ترِكةً انتقلت فِي مدَّة شهر إِلَى أربعة عشر وارثا. وأنّ طائفة يزيدون على عشرين ألفا انتقلوا إِلَى بَرْقة وأعمالها، فعمروها وقطنوا بها، وكانت مملكة عظيمة خربت فِي زمان خلفاء مصر على يد الوزير اليازوريّ، ونزح عَنْهَا أهلها.
ومن عجيبٍ لشيخٍ من أطبّاء اليهود ممّن ينتابني أنّه استدعاه رجل ذو