فلم يزل على هذه الحال إلى أن توفي ليلة الجمعة التي صبيحتها عاشر شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن ضاحي نهاره بالمقبرة العامة ظاهر إربل من شرقيها، وكان يوم دفنه مشهودا. نزل إلى قبره وألحده الفقير إلى الله تعالى أبو سعيد كوكبوري.. اجتمع الشيخ أحمد والشيخ أبو حامد محمد بن رمضان التبريزي بإربل، وكان ذكر لأبي حامد فظاظة أخلاقه على الإربليين، فاستأذنه في زيارته فامتنع منها، فما أحسّوا إلّا وقد زار أبا حامد، فقام إليه أبو حامد وتبرّك به، هاب الناس الشيخ أحمد لذلك، وتحدّثا إلى أن مضى أكثر الليل. وفي الليلة الثانية زاره أبو حامد وصار بينهما مودّة. وقال الشيخ أحمد: سمعت أبا العلاء الحافظ بهمذان يثني على هذا الشيخ، ويأمر أهل همذان بزيارته ويستحسنوا ما أنكره الإربليون من فظاظته على الولاة، ولطفه بالفقراء» . [١] انظر عن (أحمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة ١/ ٢٣٦، ٢٣٧ رقم ٣٠٢، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس ٥٩٢١) ورقة ١٩٨، وتلخيص مجمع الآداب ٤ ج ١/ ١٣ و ٤٣، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦/ ٣١، ٣٢، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢/ ٢٧٤، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة ١٤٦، ب، والوافي بالوفيات ٧/ ٢٥٩ رقم ٣٢٢٠، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة ١٦١. [٢] انظر عن (أحمد بن مدرك) في: طبقات الشافعية لابن كثير، ورقة ١٤٦ ب، ١٤٧ أ.