[١] وقال ابن المستوفي: هو أبو عمرو عثمان بن أبي بكر إبراهيم بن جلدك القلانسي، من أهل الموصل، ووجدت أن اسم أبي بكر إبراهيم. ولم أر في طبقات سماعه وغيرها يكتب إلّا «أبا بكر» . أحد من جدّ في جمع الحديث وكتبه، ولقي رواته، ورحل فيه الرحلة الواسعة ... قال الحافظ أبو محمد بدل بن أبي المعمّر التبريزي: ورد إلى دمشق وأقام عند ابن عساكر وعلّق من تاريخ والده جملة تتعلّق من غرضه من تاريخ الموصل. وكان في أخلاقه نفار، وعنده خفّة، رأيته بالموصل ولم أسمع منه، علّق التعاليق الكثيرة المقيدة، وضبط الأسماء المشكلة. رأيت من تقييداته بخطه ما يدلّ على إتقانه وحذقه. وله شعر حسن. ومن شعره: يا سائلي عن خير ما أنفقت ... عليه ذوو العقول إنّي امرؤ لك ناصح ... فخذ النصيحة بالقبول طفت البلاد وجبتها ... في جمع آثار الرسول ولقيت كلّ مهذّب ... في العلم والرأي النبيل ونظرت في كتب الثقات ... من الأئمّة والعدول فوجدت مضمون العلو ... م جميعها ترك الفضول والزهد في الدنيا وأن ... ترض وتقنع بالقليل فاقنع وخلّ الحرص والدّنيا ... تنادي بالرحيل وأنشد لنفسه: ما العزم أن تشتهي شيئا وتتركه ... حقيقة العزم منك الجدّ والطلب كم سوّفت خدع الآمال ذا أرب ... حتى قضى قبل أن يقضى له أرب نلهو ونلعب والأقدار جارية ... فينا ونأمل والأعمار تقتضب وما تقلّب دنيانا بنا عجب ... لكنّ آمالنا فيها هي العجب وله أيضا: قد فرغ الله من الرزق ... فاقنع ولا تضرع إلى الخلق وابغ رضى الله بسخط الورى ... وانطق- وإن عادوك- بالحق والله ما ينجو امرؤ كاذب ... وإنما ينجو أخو الصدق