وكان الأثير فاضلا جليلا عالما أديبا بليغا. له شعر مليح وترسّل فائق، وتقدّم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكّن التمكّن الكثير. وصنّف كتاب تفسير القرآن الكريم، وكتاب «المنظوم والمنثور» . قال فيه العماد الكاتب: له شعر كالسحر، ونثر كنظم الدرّ. ومن شعره يصف مغارة في جبل: وشاهقة خاضت حشا الجو مرتقى ... تشير إلى زهر الكواكب من عل محاسنها شتّى ولكن أخصّها ... وأثرها ذكرى حبيب ومنزل جداول تجري باللجين، فتارة ... تسيح وأحداث تريني موئلي وقال الأسعد شرف الدين أبو المكارم بن المهذّب بن زكريا بن أبي المليح المماتي، في الأثير ابن بنان: الشيخ ذو بلاغة ... معدودة من حكمه كأنّما خاطره ... على لسان قلمه قد قدّ من فصاحة ... فطبعه ملء فمه وقال أيضا: أطال الله عزّك يا أثير ... وطوّل في حياة أبي عليّ وها أنا قد خدمتك في دعائي ... فتمّم بالصلاة على النبيّ