للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء يوم العيد والسّلطان بالمَيدان، فجاء الطُّوسيّ وبين يديه مِنادٍ ينادي: هَذَا ملك العلماء. والغاشية على الأصابع. وكان أَهْل مصر إذا رأوها قرءوا: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ٨٨: ١ [١] ، فتفرّق له الْجَمْع، وتفرَّق الأمراء غيظا منه.

وجرى له مع الملك العادل وابن شُكْر قضايا عجيبة، لمّا تعرّضوا لوقوف المدارس، فمنع عن نفسه وعن النّاس، وثبت.

وقال ابن النّجّار: مات بمصر فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحمله أولاد السّلطان على رِقابهم [٢] .

٣٣١- مُحَمَّد بْن مَكَارم بْن أَبِي يَعْلَى [٣] .

أبو بَكْر الحريميّ.

سمع من: مُحَمَّد بْن الأشقر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ، وسعيد بْن البنّاء.

ويقال له الحِيريّ نسبة إِلَى الحِيرة الّتي بقرب عَانَة لا إِلَى حيرة نَيْسابور.

سمع منه جماعة.

وتوفّي في صفر.

وأجاز لابن أبي الخير.


[١] أول سورة الغاشية.
[٢] وقال ابن الصلاح: «شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، تفقّه على جماعة من أصحاب الغزالي، منهم الإمام أبو سعد محمد بن يحيى النيسابورىّ، وقدم أبو الفتح مصر فنشر العلم بها، وتفقه عليه جماعة كثيرة، ووعظ، وذكّر، وانتفع الناس به، وكان معظّما عند الخاصة والعامّة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعيّ ... وكان إماما في فنون، وجرت له حكاية عجيبة في بيعة الخليفة الناصر» . (طبقات الفقهاء الشافعية) .
[٣] انظر عن (محمد بن مكارم) في: المشترك وضعا لياقوت ١٥٠، والتكملة لوفيات النقلة ١/ ٣٤٧ رقم ٥٢٠، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس ٥٩٢١) ورقة ١٤٩، والمختصر المحتاج إليه ١/ ١٤٦.