للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجاز له أبو القاسم بْن الحُصَيْن، وأبو عَبْد اللَّه الفُرَاويّ.

ورجع إِلَى أصبهان سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد برع فِي العلوم، فسمع بها، وقرأ الخلاف على أَبِي المعالي الوركانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللطيف الخُجَنْديّ، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. وتَعَانَى الكتابة والتّصرّف.

وسمع بالثّغر من السَّلَفيّ، وغيره.

روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والخطير فتوح بن نوح الخُوّيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عُثْمَان الإرْبليّ، والشَّرَف مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ الأنصاريّ، والتّاج القُرْطُبيّ، وآخرون.

وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.

وأَلُه اسمٌ فارسيّ معناه العُقاب.

ذكره ابن خَلِّكان [١] ، وقال: كان شافعيّا، تفقَّه بالنّظاميَّة، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشِّعْر والرّسائل ما هُوَ مشهور. ولمّا مَهَرَ تعلّق بالوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة ببغداد، فولّاه نظر البصْرة، ثُمَّ نَظَر واسط. فلمّا تُوُفّي الوزير ضعُف أمره، فانتقل إِلَى دمشق فقدِمها فِي سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، فتعرّف بمدبّر الدّولة القاضي كمال الدّين الشَّهْرزُوريّ، واتّصل بطريقة بالأمير نجم الدّين أيوب والد صلاح الدّين، وكان يعرف عمَّه الْعَزِيز من قلعة تِكْريت، فأحسن إليه. ثُمَّ استخدمه كمال الدّين عند نور الدّين فِي كتابة الإنشاء.

قال العماد: وبقيت متحيّرا فِي الدّخول فيما ليس من شأني، ولا تقدَّمَتْ لي به دُرْبَة. فجُبن عَنْهَا فِي الابتداء، فلمّا باشرها هانت عليه، وصار منه ما صار. وكان يُنشئ بالعجميَّة أيضا. وترقّت منزلته عند السّلطان نور الدّين، وأطلعه على سرّه، وسيَّره رسولا إلى بغداد في أيّام المستنجد، وفوَّض إليه تدريس المدرسة المعروفة بالعماديَّة بدمشق فِي سنة سبْعٍ وستّين، ثُمَّ رتّبه فِي أشراف الدّيوان في سنة ثمان.


[١] في وفيات الأعيان ٥/ ١٤٧ وما بعدها.