للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥١٨- عثمان بن عيسى بن ميمون [١] .

أبو الفتح البَلِيطي، الأديب، النَّحْويّ.

له مجاميع فِي الأدب، وشِعر. وقد تصدّر بالجامع العتيق بمصر وأفاد.

وحدَّث عن: مُحَمَّد بْن أسعد بْن الحكيم العراقيّ.

وقد أقام عُثْمَان البَلَطِيّ بدمشق مدَّةً يتردّد إِلَى الزَّبَدانيّ للتّعليم، فلمّا فُتِحت مصر انتقل إليها، ورتَّب له صلاح الدّين جامكيَّة على جامع مصر.

وكان ضخما هائلا، أحمر اللّون، يَتَطَيْلَس من غير تحنيك، ويلبس الثّياب الكثيرة فِي الحَرّ، ويختفي فِي بيته فِي الشّتاء، حتّى كان يُقَالُ له: أنتَ فِي الشّتاء من حشرات الأرض.

وكان إذا دخل الحمّام دخل بالمزدوجة على رأسه، وأتى الحوض، وكشف رأسه بيده، وأقلب الماء بيده الأخرى. ثمّ يبادر، ويغطّي رأسه إِلَى أن يملأ الطّاسة، ثُمَّ يكشفه ويصبّ ويغطّيه. يفعل ذلك، مِرارًا. ويقول: أخاف الهواء [٢] .

وكان متمكِّنًا من فنون العربيَّة يخلط المذهبين فِي النَّحْو، ويحُسن القيام بأصولهما وفروعهما.

وكان خليعا ماجنا. مُدْمِن الخمر، منهمكا فِي اللّذَّات [٣] .

وله فِي القاضي الفاضل:

للَّه عبدٌ رحيمٌ ... يُدعَى بعبد الرحيم


[١] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: معجم البلدان ١/ ٤٨٤، ومعجم الأدباء ١٢/ ١٤١- ١٦٧، رقم ٤٠، والتكملة لوفيات النقلة ١/ ٤٧٠ رقم ٧٥٧، وتكملة إكمال الإكمال ٦٥، وتلخيص مجمع الآداب ٤/ ١٩٢، وإنباه الرواة ٢/ ٣٤٤، وفوات الوفيات ١/ ٦٦- ٧٠، وتوضيح المشتبه ١/ ٥٩٠، والعسجد المسبوك ٢/ ٢٧٩، ٢٨٠، ولسان الميزان ٤/ ١٥٠، وبغية الوعاة ٢/ ١٣٥، ١٣٦، وديوان الإسلام ١/ ٢٥٥ رقم ٣٩١، ومعجم المؤلفين ٦/ ٢٦٧، وتاريخ آداب اللغة العربية ٣/ ٥٢.
[٢] معجم الأدباء ١٢/ ١٤٣، ١٤٤.
[٣] معجم الأدباء ١٢/ ١٤٤.