للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عطاء: رَأَيْتُ عَقِيلًا شَيْخًا كَبِيرًا يُقِلُّ غَرْبَ [١] زَمْزَمَ.

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: أَتَى عَقِيلٌ عَلِيًّا بِالْعِرَاقِ لِيُعْطِيَهُ، فَأَبَى، فَقَالَ:

أَذْهَبُ إِلَى مَنْ هُوَ أَوْصَلُ مِنْكَ، فَذَهَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَعَرَفَ لَهُ مُعَاوِيَةَ قُدُومَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا عَقِيلٌ وَعَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، فَقَالَ: هَذَا مُعَاوِيَةُ وَعَمَّتُهُ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ [٢] .

وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، ثَنَا حُميَدُ بْنُ هِلَالٍ، أَنَّ عَقيلًا سَأَلَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَفَقِيرٌ.

فَقَالَ: اصْبِرْ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَائِي، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لِرَجُلٍ: خُذْ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْحَوَانِيتِ، فَقُلْ: دُقَّ الْأَقْفَالِ وَخُذْ مَا فِي الْحَوَانِيتِ.

فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا!.

قَالَ: وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا وَأُعْطِيَكَ أَمْوَالَ النَّاسِ.

قَالَ: لَآتِيَنَّ مُعَاوِيَةَ.

قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ،.

فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: اصْعَدْ عَلَى، الْمِنْبَرِ فَاذْكُرْ مَا أَوْلَاكَ عَلَيٌّ وَمَا أَوْلَيْتُكَ، قَالَ: فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ أَنِّي أَرَدْتُ عَلِيًّا عَلَى دِينِهِ، فَاخْتَارَ دِينَهُ عَلَيَّ، وَأَرَدْتُ مُعَاوِيَة عَلَى دِينِهِ فَاخْتَارَنِي عَلَى دِينِهِ.

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ أَحْمَقَ [٣] !!.

تُوُفِّيَ عَقِيلٌ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.

عِمَارَةُ بْنُ حَزْمِ [٤] ، بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ الْأَنْصَارِيُّ النّجّاري، أبو عبد الله.


[١] يقلّ: يحمل. والغرب: بسكون الراء: الدلو العظيمة.
[٢] العقد الفريد ٤/ ٦، عيون الأخبار ٢/ ١٩٧.
[٣] أسد الغابة ٣/ ٤٢٣، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣/ ٨٤، وانظر: البيان والتبيين للجاحظ ٢/ ١٧٤، والعقد الفريد ٤/ ٤، ٥.
[٤] انظر عن عمارة بن حزم في: