[٢] وقال ياقوت الحموي: «رأيته، وكان شيخا طوالا على وجهه أثر الجدري إلّا أنني ما قرأت عليه شيئا، وكان حرا كريما صالحا صبورا على المشتغلين، يجلس لهم من السحر إلى أن يصلّي العشاء الآخرة، وكان من أحفظ الناس للقرآن، ناقلا للسبع، نصب نفسه للإقراء فلم يتفرّغ للتأليف، وكان يقرأ عليه الجماعة القرآن معا كل واحد منهم بحرف وهو يسمع عليهم كلّهم ويردّ على كل واحد منهم، وكان قد أخذ من كل علم طرفا، وسمع الحديث فأكثر ... وكان يعرف في ماكسين بمكيك تصغير مكّي، فلما ارتحل عن ماكسين واشتغل وتميّز اشتاق إلى وطنه فعاد إليه، وتسامع به الناس ممن كان يعرفه من قبل، فزاروه وفرحوا بفضله، فبات تلك الليلة، فلما كان من الغد خرج إلى الحمّام سحرا، فسمع امرأة تقول من غرفتها لأخرى: أتدرين من جاء؟ قالت: لا. قالت: جاء مكيك بن فلانة. فقال: والله لا أقمت في بلد أدعى فيه بمكيك، وسافر من يومه إلى الموصل بعد ما كان نوى الإقامة في وطنه» . (معجم الأدباء) . وقال ابن خلكان: وذكره أبو البركات ابن المستوفي في «تاريخ إربل» فقال: هو جامع فنون الأدب، وحجّة كلام العرب، المجمع على دينه وعقله، والمتفق على علمه وفضله.. ثم قال: وأنشدني من شعره: سئمت من الحياة فلم أردها ... تسالمني وتشجيني بريقي عدوي لا يقصر في أذاني ... ويفعل مثل ذلك بي صديقي وقد أضحت لي الحدباء دارا ... وأهل مودتي بلوى العقيق (وفيات الأعيان) وأقول: إن ترجمة «مكي» لم ترد في المطبوع من تاريخ إربل، بل ورد ذكرها في بضعة مواضع عرضا. [٣] انظر عن (ملدّ بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة ٢/ ١٠١ رقم ٩٥٤، والجامع المختصر ٩/ ٢٠٩.