للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ الدُّبَيْثِيّ [١] : كَانَ بزّازا فيه تشدُّق وكثرةُ كلام، سَكَنَ دمشق وبها مات.

قلت: لقبُه فخر الدّين.

روى عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ، وعبدُ العظيم، والقُوصيّ، وابنُ خليل، وجماعة.

ومات في ربيعٍ الأول عَنْ بضع وستين سنة.

٢١٦- مُصْعَبُ بْن مُحَمَّد بْن مسعود [٢] بْن عَبْد الله بْن مسعود.

أَبُو ذرٍّ الخُشَنِيّ الجيَّانيّ، ويُعرَف أيضا بابن أَبِي رُكَب- جمع رُكبة- النَّحْويّ، اللُّغوَيّ.

أخذ النّحوَ واللّغةَ عَنْ أَبِي بَكْر والدِه، وعن أَبِي بَكْر بْن طاهر الخِدَبّ، وسَمِعَ منهما، ومن: أَبِي الحَسَن بْن حُنين، وأبي عبد الله النّميريّ، وجماعة.

وأجازَهُ أَبُو طاهر السِّلَفِيّ، وغيرُه.

وكان إماما مبرِّزًا في العربيَّة وضروبها، أقرأَها عامَّةَ حياته، ورحل النّاس إليه فيها. ولها مُصَنَّف في شرح غريب «السّيرة» لابن إِسْحَاق، ومُصَنَّف في «شرح» سيبويه، وشرحِ «الإِيضاح» ، وشرحِ «الْجُمَل» ، وله شروح وتعاليقُ وشِعرٌ وسط.

وكان رئيسا وَقُورًا مَهِيبًا، مليح الصّورة، عَلَى مجلسه جلالةٌ، وكان الوزراءُ فمَنْ دونهم يمشونَ إِلى مجلسه، وإذا ركب يركبون في خدمته. وكان يُشْغِلُ النهار كُلَّه وبعضَ اللّيل.

قَالَ الأبّار [٣] : أخذ عَنْهُ جِلَّةٌ مِن شيوخنا، وكان أبو محمد القرطبيّ ينكر


[١] لم تصل إلينا ترجمته لضياع هذا القسم من تاريخه، ولكن قوله ورد في: المختصر المحتاج إليه ٣/ ١٨٥.
[٢] انظر عن (مصعب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار ٢/ ٧٠١، ٧٠٢. والعبر ٥/ ١١، ومرآة الجنان ٤/ ٥.
[٣] في تكملة الصلة ٢/ ٧٠١، ٧٠٢.