للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسْتَوى/ [١] ، ويَخافُونَ رَبَّهُمْ من فَوْقِهِمْ ١٦: ٥٠ [٢] ، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ٣٥: ١٠ [٣] ، وأقرأ في أنّ الكلّ من الله قوله: قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله ٤: ٧٨ [٤] ، وفي تنزيهه عَنْ ما لا ينبغي: مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ٤: ٧٩ [٥] وعلى هذا القانون فقس. وأقولُ مِن صميم القلب من داخل الروح: إنّي مُقِرٌّ بأنَّ كُلَّ ما هو الأكملُ الأفضلُ الأعظم الأجلّ، فهو لك، وكلّ ما فيه عيب ونقص، فأنت مُنَزَّه عَنْهُ. [وأقول: إنّ عقلي وفهمي قاصرٌ عَنِ الوصول إِلى كُنْه صفة ذَرَّةٍ من مخلوقاتك [٦]] .

قَالَ الإِمام أَبُو عَمْرو بْن الصّلاح: حدّثني القطْبُ الطُّوغانيّ مرّتين أنّه سَمِعَ الفخر الرّازيّ يَقُولُ: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى.

وقيل: إنّ الفخر الرّازيّ وعظ مرَّةً عند السّلطان شهاب الدّين فَقَالَ: يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله ٤٠: ٤٣ [٧] فأبكى السّلطانَ.

وقد ذكرنا في سنة خمسٍ وتسعين الفتنةَ الّتي جرت لَهُ مَعَ مجد الدّين عبد المجيد ابن القدوة بهَرَاة.

من كلام فخر الدّين: إنْ كنتَ ترحم فقيرا، فأنا ذاك، وإن كنتَ ترى معيوبا، فأنا ذاك المعيوب، وإن كنت تُخَلِّصُ غريقا، فأنا الغريق في بحر الذّنوب. [وإن كنتَ أنت أنت، فأنا أَنَا لَيْسَ غير النّقص والحرمان والذّلّ والهوان [٨]] .


[١] سورة طه، الآية ٥.
[٢] سورة النحل، الآية ٥٠.
[٣] سورة فاطر، الآية ١٠.
[٤] سورة النساء، الآية ٧٨.
[٥] سورة النساء، الآية ٧٩.
[٦] ما بين الحاصرتين كتبه المؤلف- رحمه الله- على هامش النسخة.
[٧] سورة غافر، الآية ٤٣.
[٨] ما بين الحاصرتين كتب على هامش الأصل.