للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأقول: ديني متابعةُ الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتابي القرآن العظيم، وتَعْويلي في طلب الدّين عليهما، اللَّهمّ يا سامِعَ الأصوات، ويا مُجيب الدَّعَوات، ويا مُقِيلَ العَثَرات، أَنَا كنتُ حَسَنَ الظَّنِّ بك، عظيمَ الرجاء في رحمتك، وأنتَ قلتَ: «أَنَا عند ظنّ عبدي بي» ، وأنت قَلتَ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ ٢٧: ٦٢ [١] ، فهَبْ أنّي ما جئتُ بشيءٍ، فأنت الغنيّ الكريم، وأنا المحتاج اللّئيم [٢] ، فلا تخيّب رجائي، ولا تَرُد دعائي، واجعلني آمنا من عذابك قبلَ الموت، وبعدَ الموت، وعندَ الموت، وسَهِّلْ عليَّ سكراتِ الموت فإنّك أرحمُ الراحمين.

وأمّا الكتب الّتي صنّفتها، واستكثَرْتُ فيها من إيراد السّؤالات، فَلْيَذكرني مَنْ نظر فيها بصالح دعائه، عَلَى سبيل التّفضُّل والإِنعام، وإِلا فَلْيَحذِف القولَ السّيّئ، فإنّي ما أردتُ إلّا تكثيرَ البحثِ، وشحذَ الخاطر، والاعتماد في الكلِّ عَلَى الله.

الثّاني، وهو إصلاح أمرِ الأطفال، والاعتماد فيه عَلَى الله» .

ثُمَّ إنّه سَرَد وصيّته في ذَلِكَ [٣] ، إِلى أن قَالَ: «وأمرت تلامذتي، ومَن لي عَلَيْهِ حقٌ إذَا أَنَا مِتُّ، يبالغون في إخفاء موتي، ويدفنوني عَلَى شرط الشّرع، فإذا دفنوني قرءوا عليَّ ما قَدَرُوا عَلَيْهِ من القرآن، ثُمَّ يقولون: يا كريمُ، جاءك الفقيرُ المحتاج، فأحسِن إليه» .

سمعت وصيّته كلها من الكمال عُمَر بْن إلياس بْن يونس المَراغي، أَخْبَرَنَا التّقيّ يوسف بْن أَبِي بَكْر النَّسائيّ بمصر، أَخْبَرَنَا الكمال محمود بْن عُمَر الرازيّ، قَالَ: سَمِعْتُ الإِمام فخر الدّين يوصي تلميذه إِبْرَاهيم بن أبي بكر، فذكرها.


[١] سورة النمل، الآية ٦٣.
[٢] «وأنا المحتاج اللئيم» لم ترد عند السبكي.
[٣] انظر: عيون الأنباء ٣/ ٤٢.