للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمعت مُحَمَّد بْن طَرْخان بْن أَبِي الحَسَن الدّمشقيّ ومسعود بْن أَبِي بَكْر المقدسيّ، أنّ عَبْد الوليّ بْن مُحَمَّد حدّثهم: أَنَّهُ كَانَ يقرأ عند قبر الشيخ أبي عمر سورة البقرة، وكان وحده، فبلغ إلى بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ ٢: ٦٨ [١] قال:

فقلت: لا ذَلُولٌ ٢: ٧١ يعني غلط، قَالَ: فَرَدّ عليَّ الشيخ أَبُو عُمَر من القبر، قَالَ: فخفتُ وفزعتُ وارتعدتُ وقمت. وهذا لفظ حكاية مُحَمَّد بْن طَرخان عن ولده عبد الوليّ. قَالَ والده: وبقي بعد ذَلِكَ أياما ثُمَّ مات. وهذه الحكاية مشتهرة.

سَمِعَت عليّ بْن ملاعب العراقيّ المؤدّب، قال: قرأت سورة الكهف عند قبر الشيخ أَبِي عُمَر، فسمعته من القبر يَقُولُ: «لا إله إلا الله» .

ثُمَّ ذكر الشيخ الضّياء بابا في زيارة قبره، فذكر في ذَلِكَ ثلاثة منامات، ثُمَّ ذكر منامات رُئيت لَهُ بعد موته، ثُمَّ ذكر قصيدة ابن سعد يرثيه بها وهي أربعة وثلاثون بيتا، ثُمَّ أخرى لَهُ اثنا عشر بيتا، ثُمَّ قصيدة لأبي الفضل أَحْمَد بْن أسعد بْن أَحْمَد المزدقانيّ ستة وثلاثون بيتا. وقال: تُوُفّي عشيَّة الاثنين من الثّامن والعشرين من ربيع الأول.

وقال أبو المظفّر الواعظ [٢] : حَدَّثَني الزّاهد أَبُو عُمَر، قَالَ: هاجرنا من بلادنا، ونزلنا بمسجد أَبِي صالح بظاهر باب شرقيّ، فأقمنا بِهِ مدَّة ثُمَّ انتقلنا إِلى الجبل، فَقَالَ النّاس: الصّالحية الصّالحية! ينسبونا إِلى مسجد أَبِي صالح لا أنّنا صالحون، ولم يكن بالجبل عمارة إلّا دير الحورانيّ [٣] وأماكن يسيرة.

قَالَ أَبُو المظفّر [٤] : كَانَ معتدل القامة، حسن الوجه، عَلَيْهِ أنوار العبادة، لا يزال متبسِّمًا، نحيلَ الجسم من كثرة الصّلاة والصّيام. صلّيت


[١] الآية ٦٨.
[٢] في مرآة الزمان ٨/ ٥٤٦- ٥٤٧.
[٣] تحرفت في مرآة الزمان إلى: الحواري.
[٤] مرآة الزمان ٨/ ٥٤٧، ٥٤٨- ٥٤٩.