للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابع أيضا مسموعٌ لَهُ، ولم أَقِفْ عَلَيْهِ، لأنّه ضاع. وخبر الأصل بمجلّد غيره.

قَالَ ابن نقطة [١] : ورأيتُ بخطّ المطهَّر بْن سديد الخُوارزميّ، وكان طالبا ثقة، يقولُ: منصورُ بن عَبْد المنعم سَمِعَ «صحيح» مسلم من جدّه أَبِي عَبْد الله الفرَاويّ. وحدّثني رفيقنا أَبُو محمد ابن هلالة لمّا رجع مِن خُراسان، قَالَ: كَانَ شيخنا منصور يروي «غريبَ الحديث» عَنْ جدّه بفوات، فقرأناه عَلَيْهِ، فلمّا دخلتُ إِلى سَمَرقند- أو قَالَ بخارى- وجدت بعضَ نسخةٍ عند فقيه «بغريبِ» الخطّابيّ وفيها القدرُ الّذي يفوت منصور، وفيه سماعهُ بغير تِلْكَ القراءة وغير التّاريخ، فكمل لَهُ سماعُ جميعه، وهذا ممّا يدلّ عَلَى صدقه وأنّه كَانَ يسمع الشّيء من جدّه غير مَرَّةٍ. وسَمِعَ جميع «تفسير» الثّعلبيّ من عبّاسة العصاريّ. وقال لي ابنُ هلالة: رأيتُ أصل البيهقيّ «بالسُّنَن الكبير» وقد ذهبت منه أجزاء متفرّقة، فجميع ما وَجَد من الأصل كان فيه سماع منصور ابن الفُراويّ من أَبِي المعالي الفارسيّ، فقرأتُ عَلَيْهِ جميعَ الكتاب بسماعه الموجود والباقي إجازة إنْ لم يكن سماعا. ومولده في رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين.

قلت: قَدِمَ بغداد حاجّا مَعَ أَبِيهِ فحدَّث بها، وروى عَنْهُ: ابن نُقْطَة، والحافظ أَبُو عَبْد الله البِرْزاليّ، والإِمام أَبُو عمرو ابن الصّلاح، وأَبُو عَبْد الله المُرسيّ، وأَبُو مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن هِلالة، وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن مُضَر الواسطيّ، وآخرون. وأجاز لأبي الغنائم بْن علّان، وللفخر عليّ، وللزّكيّ عَبْد العظيم، وللجمال يَحْيَى بْن الصّيرفيّ، وآخرين سواهم.

وتُوُفّي في ليلة ثامن شعبان. وقرأت بخطّ الضّياء- رحمه الله- قَالَ:

ليلة دخلت إِلى نيسابور توفّي منصور الفراويّ [٢] .


[١] في التقييد ٤٥٥.
[٢] قال المنذري: والفراوي بفتح الفاء وقيل بضمّها، والأول أكثر، نسبة إلى فراوة، بليدة مما يلي خوارزم.