وقد ذكر لي بعض المصريين أنه من أهل دمياط، وكذلك أبوه. ومن عجائب تركيباته أنه حدّث بالجمع بين الصحيحين للحميدي، عن أبي الوقت عبد الأول، وزعم أنه لقيه بمكة. وهذا كذب صراح، ما دخل أبو الوقت مكة. قال: وأعجب من هذا أن عليّ بن أحمد الكوفي كان قد سمع من السلفي، ودخل الأندلس، وسمع من ابن بشكوال، وخرّج أربعين مسلسلات، ثم قصد الدولة وقدم ختمة بخط أبي عبد الله السوسي القائم بالدولة، فقيل له: من أين لك هذه؟ قال: إني تزوّجت بمصر بنت بنته، فكأنهم أظهروا ما له القبول وولّوه قضاء مالقة، وقصدها فلما حلّ بسبتة ليركب البحر إلى مالقة احتاط متولّي سبتة بها، وجعله في مركب، وأنفذه إلى الإسكندرية، فسمع منه أبو البركات الواعظ أربعينه وكتبها، فوقعت على الأصل الّذي فيه سماعه منه، فلما غرّب أبو البركات أسقط ذكر الكوفي مؤلّفها وادّعاها لنفسه. وبها افتضح بالأندلس فإنه حدّث فيها عن مشايخ الأندلس، وحدّث بغريب الحديث لأبي عبيد، عن أبي عبد الله ابن المتقنة، عن أبي منصور الرزاز، عن نافع الخراساني، عن معالي بن عديّ، عن أبي عبيد، وهذا كله اختلاف. وحدّث بالشهاب عن رجل، عن القضاعي، نعوذ باللَّه من الخذلان. قلت: وذكره ابن فرتون في «ذيل الصلة» ، وأنه روى عن أبي النجيب رسالة القشيري، عن مؤلّفها، وبالجهد أن يكون سمعها أبو النجيب من أصحاب القشيري. روى عنه أبو العباس بن مفرج النباتي، وأبو القاسم بن الطيلساني. قال ابن فرتون: وأخبرني أبو البركات هذا بفاس حين قدمها بأنه قرأ كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي على شهدة، وأنه لما ودّعها أنشدته: إن عبد الرحمن أودع قلبي ... حسرات بالبعد بعد التلاقي زارني زورة شفت سقم ... القلب شفاء السليم بالدرياق ابن الطيلسان أبو القاسم، أنشدنا أبو البركات بقرطبة، أنشدنا السلفي مما قاله بآمد: أهدى لنا ليلة أبو حسن ... فراخ طير مشويّة وسمك فقلت: تبّا له وفخزية ... لمن يلوم يا سيدي وسمك وقال وقع البلاء من رفع ... السبع الطباق العلا لنا وسمك توفي أبو البركات بتونس. [١] انظر عن (علي بن محمد) في: تكملة الصلة ٣/ ورقة ٧١، ٧٢.