[١] ذكر المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء ٢/ ٥١٣ حديثا من طريق الزهري عن ابن المسيّب قال: كان حسّان في حلقة فيهم أبو هريرة: فقال: أنشدك الله يا أبا هريرة، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أجب عني، أيّدك الله بروح القدس» ؟ فقال: اللَّهمّ نعم. (انظر تخريج الحديث هناك، حاشية رقم ١) . [٢] وصف حسّان بالجبن إثر حادثة رواها ابن إسحاق، قال: حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبّاد، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع، حصن حسّان بن ثابت، قالت: وكان حسّان بن ثابت معنا فيه، مع النساء والصبيان، قالت صفية، فمرّ بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنّا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون في نحور عدوّهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت. قالت: فقلت: يا حسّان، إنّ هذا اليهوديّ كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فانزل إليه فأقتله، قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطّلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت: فلما قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئا، احتجزت، ثم أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، قالت: فلما فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسّان، انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلّا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطّلب. (سيرة ابن هشام ٣/ ١٧٨، ١٧٩) . وقد علّق السهيليّ- رحمه الله- على هذا الأمر، فقال: «محمل هذا الحديث عند الناس على أنّ حسّانا كان جبانا شديد الجبن، وقد دفع هذا بعض العلماء، وأنكره، وذلك أنه حديث منقطع الإسناد، ولو صحّ هذا لهجي به حسّان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري، وغيرهما، وكانوا يناقضونه ويردّون عليه، فما عيّره أحد منهم بجبن، ولا وسمه به. فدلّ هذا على ضعف حديث ابن إسحاق، وإنّ صحّ فربّما كان حسّان معتلا في ذلك اليوم بعلّة منعته من شهود القتال، وهذا أولى ما تأوّل. (الروض الأنف ٣/ ٢٨١) .