للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [١] .

وَقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ «أَبْشِرُوا آلَ يَاسِرَ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» [٢] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ شَهِيدٍ فِي الْإِسْلَامِ أُمَّ عَمَّارٍ سميّة، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها [٣] .

وقال يونس بن بكير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْتَقَ مِمَّنْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ سَبْعَةً، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الزِّنِّيرَةَ، قَالَ: فَذَهَبَ بَصَرُهَا، وَكَانَتْ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَتَأْبَى إِلَّا الْإِسْلَامَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَا أَصَابَ بَصَرَهَا إِلَّا اللَّاتُ وَالْعُزَّى، فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، مَا هُوَ كَذَلِكَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا [٤] .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرُهُ: ثنا قَيْسٌ قَالَ: سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً شديدة فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله، فقعد وهو محمرّ


[١] أخرجه ابن ماجة ١/ ٥٣ في المقدّمة (١٥٠) ، وأحمد في مسندة ١/ ٤٠٤، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢/ ٥٦ وفي مجمع الزوائد: إسناده ثقات، رواه ابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق عاصم بن أبي النجود، به.
[٢] أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٣٨٨ وقال: صحيح على شرط مسلّم ولم يخرّجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢٩٣ ونسبه للطبراني.
[٣] انظر طبقات ابن سعد ٨/ ٢٦٤- ٢٦٥، والاستيعاب لابن عبد البرّ ٤/ ٣٣٠، وأسد الغابة لابن الأثير ٥/ ٤٨١، والإصابة لابن حجر ٤/ ٣٣٤ رقم ٥٨٥، وقال الإمام أحمد: حدّثني وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: «أول شهيد كان في أول الإسلام استشهد أُمَّ عَمَّارٍ سُمَيَّةُ، طَعَنَهَا أَبُو جَهْلٍ بِحَرْبَةٍ في قبلها، وهذا مرسل. ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/ ٤٠٩، والنويري في نهاية الأرب ١٦/ ٢٣١.
[٤] دلائل النبوّة للبيهقي ٢/ ٥٧، نهاية الأرب ١٦/ ٢٣٠.