للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغضبوا عَلَى ابن الشّيخ ورحلوا عَن دمشق، وراسلوا الصّالح إِسْمَاعِيل فِي أن يكون معهم، وانتقض الصُّلح، وعادت الخَوارزميّة تحاصر البلد وبه معين الدّين ابن الشَّيْخ. وجاءهم إِسْمَاعِيل من بَعْلَبَكّ بعد موت ابن الشَّيْخ وضيَّقوا عَلَى دمشق [١] . وقلّت بها الأقوات وأكلوا الْجِيَف، وبلغت الغرارة القمح ألفا [٢] وستّمائة درهم [٣] ، وأبيعت الأملاك والأمتعة بالهوان، وبلغ الخبز كلّ وقيتين [٤] إلّا ربع بدِرهم، واللّحم رطل بتسعة [٥] دراهم. وهلك النّاس وماتوا جوعا عَلَى الطُّرق، وأنتنت الدّنيا بهم، ووقع المرض والوباء المُفْرِط. وآل الأمر بأن عجزوا عَن دفْن أكثر النّاس، فكانوا يحفرون لهم حفائر ويرمون الموتى بها بلا غسل ولا كَفَن. هذا، والخمور دائرة، والفسق ظاهر، والمكوس بحالها [٦] .

فلمّا علم الصّالح نجم الدّين بانقلاب الدَّسْت راسل الملك المنصور يفسده ويستميله فأجابه [٧] .


[١] المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٧٤، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٧٥، البداية والنهاية ١٣/ ١٦٦، ١٦٧.
[٢] في الأصل: «ألف» ، وكذا في: مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٧٥٣، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٩٨، والبداية والنهاية ١٣/ ١٦٧، والمثبت يتفق مع النجوم الزاهرة ٦/ ٣٤٨.
[٣] في الحوادث الجامعة ١٠٠ «وبلغت الغرارة الحنطة مائة درهم» ، وفي نهاية الأرب ٢٩/ ٣١٥ «وبلغ سعر القمح- عن كل غرارة- ألف درهم وثمانمائة درهم ناصرية» . والمثبت يتفق مع (مفرّج الكروب ٥/ ٣٥٣) ودول الإسلام ٢/ ١٤٨، والعبر ٥/ ١٧٤، ومرآة الجنان ٤/ ١٠٦، وفي السلوك ج ١ ق ٢/ ٣٢٢ «بلغت الغرارة القمح إلى ألف وثمانمائة درهم فضة» .
[٤] في السلوك ج ١ ق ٢/ ٣٢٢ «كل أوقية» .
[٥] في البداية والنهاية ١٣/ ١٦٧ «بسبعة» ، وكذلك في السلوك ج ١ ق ٢/ ٣٢٢.
[٦] مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٧٥٣، ٧٥٤، وانظر: مفرّج الكروب ٥/ ٣٥٣، وذيل الروضتين ١٧٥، وأخبار الأيوبيين ١٥٥، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ١٧٤، والدر المطلوب ٢٥٨، ٢٥٩، ودول الإسلام ٢/ ١٤٨، ١٤٩، والعبر ٥/ ١٧٣، ١٧٤، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٩٧- ١٩٩، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٥٠، ومرآة الجنان ٤/ ١٠٥، ١٠٦، والبداية والنهاية ١٣/ ١٦٦- ١٦٨، ومآثر الإنافة ٢/ ٩٥، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٥٨، والسلوك ج ١ ق ٢/ ٣٢١، ٣٢٢، والنجوم الزاهرة ٦/ ٣٥٢، وتاريخ ابن سباط ١/ ٣٣٤، ٣٣٥، وتاريخ الأزمنة ٢٢٣، وشذرات الذهب ٥/ ٢١٦.
[٧] الحوادث الجامعة ١٠٠، ١٠١، نهاية الأرب ٢٩/ ٣١٢، دول الإسلام ٢/ ١٤٨، المختار من