للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا كَانَ اللّيل تركوا خيامهم وأثقالهم، وقصدوا دمياط هاربين، فطلبنا [هم] [١] وما زال السّيف يعمل فِي أقفيتهم عامّة اللّيل وإلى النّهار، فقتلنا منهم ثلاثين ألفا، غير من ألقى نفسه فِي اللُّجَج [٢] .

وأمّا الأسرى فحدِّث عَن البحر ولا حَرَج. وطلب الفرنسيس الأمان فأمّناه وأخذناه وأكرمناه، وتسلّمنا دِمياط» [٣] .

وأرسل المعظّم إلى نائب دمشق ابن يغمور بغفارة الإفرنسيس فلبسها، وهي سَقْرلاط [٤] أحمر بفَرْو سِنْجاب، فكتب إلى السّلطان بيتين لابن إسرائيل:

أَسَيِّدَ [٥] أملاكِ الزّمانِ بأَسْرِهِمُ ... تنجَّزْتَ [٦] من نصر الإله وُعُودَه

فلا زالَ مولانا يفتح [٧] حمى العدي ... ويلبس أسلاب الملوك عبيده [٨]


[١] إضافة من: المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٢٣.
[٢] في مرآة الزمان: «اللج» ، والمثبت يتفق مع: نهاية الأرب ٢٩/ ٣٥٧، والدر المطلوب ٣٨١، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٢٣.
[٣] قارن النص بما في: مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٧٧٨، ٧٧٩ ففيه زيادة واختلاف في الألفاظ، وكذلك في: نهاية الأرب ٢٩/ ٣٥٦، ٣٥٧، والدر المطلوب ٣٨٠، ٣٨١، وهو منقول عن:
المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٢٣.
[٤] في ذيل الروضتين ١٨٤ «اسكرلاط» ، وفي نهاية الأرب ٢٩/ ٣٥٨ «اسقلاط» ونحوه في: الدر المطلوب ٣٨١، وفي السلوك «اسكرلاط» ، والمثبت يتفق مع (النجوم الزاهرة) وهو نوع من القماش، قرمزيّ اللون، كان يرد من بلاد إيرلنده. (د. محمد مصطفى زيادة- السلوك- ج ١/ ٣٥٧) وقيل هو نوع من القماش الحرير الموشّى بالذهب، اشتهرت صناعته ببغداد وذاع صيته في غرب أوربة في العصور الوسطى. (Dozy.Supp.Dict.Ar.) .
[٥] في ذيل الروضتين ١٨٤: «أسيد» ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٢٣ «اشتد» .
[٦] في تاريخ ابن الجزري: «فنحرت» .
[٧] وفي ذيل الروضتين: «يبيح» ، وكذا في نهاية الأرب ٢٩/ ٣٥٩. وفي المختار من تاريخ ابن الجزري «يدج» .
[٨] وروى «ابن العبري» خبر استيلاء الفرنج على دمياط ثم أسر ملكهم وإطلاقه على هذا النحو:
«أمّا الفرنج فدنوا من سور دمياط ولم يسمعوا صوت حرّاس قطعا، ولم يشاهدوا أحدا في الأبراج فدهشوا، وأرسلوا فريقا إلى الميناء فلم يشاهدوا مخلوقا، فعرفوا أنهم قد انهزموا ودخلوا المدينة يوم الجمعة مطمئنين مسرورين، ولم يشاهدوا فيها من يبول في حائط، وجعلت السفن تنقل لهم الميرة من البحر. غير أن عقلهم المعوجّ لم يدعهم يصطبرون