روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، ومجد الدّين ابن العديم، وغيرهما.
وكان بطلا شجاعا، كريما، ديّنا، عابدا، صالحا، أمّارا بالمعروف إلّا أنّ فِيهِ عقْل التُّرك.
كَانَ مدبّر الدّولة النّاصريّة، فحرص كلَّ الحِرْص عَلَى العبور إلى الدّيار المصريّة وليفتحها لمخدومه، فسار بِهِ وبالجيوش، وعمل مَعَ عسكر مصر مَصَافًّا بقرب العبّاسة فانكسر المصريّون، ثُمَّ تناخت البحريّة بعد فراغ المَصَافّ، وحملوا عَلَى لؤلؤ وهو فِي طائفةٍ قليلة فأسروه، ثُمَّ قتلوه بين العبّاسة وبِلْبِيس فِي تاسع ذي القِعدة، وقتِل معه جماعة.
قَالَ ابن واصل: وقطع المَصَافّ فحمل الشّاميّون وثبت المُعِزّ فِي جماعة من البحريّة، وتحيّز بهم ومعه الفارس أقطاي، وعزموا عَلَى قصد ناحية الشَّوْبَك.
وبقي السّلطان الملك النّاصر تحت السّناجق فِي جمعٍ قليل أيضا، وبَعُد عَنْهُ جيشُه إذ ساقوا خلْف المصريّين إلى العبّاسة، وتمّ لهم النّصر، ونصبوا دهليز السّلطان بالعبّاسة.
وحكى لي الأمير حسام الدّين ابن أَبِي عَلِيّ أن فرسه تقنطر بِهِ، فجاء جُنديٌّ فركبه وقال لَهُ: قد تمّت الكسْرة علينا.
قَالَ: فشاهدت طلْبًا قريبا منّي فقصدتُهُم، فرأيت رَنْكَهم رَنْك [١] المصريّين فأتيتهم، فوجدت المُعِزّ وأقطاي فِي جماعةٍ لا يزيدون عَلَى سبعين فارسا فسلّمتُ عَلَى الملك المُعِزّ ووقفت، فَقَالَ لي: ترى هذا الْجَمْع؟ قلت: نعم.
فَقَالَ: هذا الملك النّاصر وجماعته.
[١] الرنك: لفظ فارسيّ معناه: اللون، وأصبح مصطلحا للشعار أو العلامة يتّخذه السلاطين والأمراء.