[٢] ومن شعره: ولما أبيتم سادتي عن زيارتي ... وعوضتموني بالبعاد عن القرب ولم تسمحوا بالوصل في حال يقظتي ... ولم يصطبر عنكم لرقّته قلبي نصبت لصيد الطّيف جفني حيلة ... فأدركت خفض العيش بالنوم والنصب وله شعر في عيون التواريخ. وقال ابن سعيد: سلّم له الملك الناصر بن الملك المعظّم بن العادل بن أيوب أعمال دولته، واتصلت به صحبته بعد صحبة أبيه إلى أن لم يبق بيد الملك المذكور إلّا حصن الكرك، واقتضى ضيق الوقت تقلّبه بين شدّة ورخاء إلى أن قوّض خيامه عن تلك الأرجاء. وأخبرت أنه الآن بحضرة الخلافة بغداد، حماها الله. وذكر لي جماعة ممن يعرفه أنه جليل القدر، عظيم البلاغة. ولم أقف له على نثر. وإنما أخبرت أنه كتب مع العماد السلماسي المتقدّم الذكر إلى السيف الآمدي العالم المشهور، وقد رغب إليه العماد في الاستفادة من مشافهته فأحاله على مطالعة الكتب، فشكا ذلك إلى فخر القضاة وأراد تنبيهه عليه. ولا تكله إلى كتب يطالعها ... فالسيف أصدق أنباء من الكتب