للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حين أصابته قُرحته فَقَالَ: هَلم ابنَ أخي، تحول فأنظر، فنظرت، فإذا هِيَ قَدْ سَرَتْ [١] .

وَعَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: أول من خطب النَّاسَ قاعدًا معاويةُ، وذلك حين كثُر شحمُه وعظُم بطنُه.

وَعَن ابن سيرين قَالَ: أخذت معاويةَ قُرْحَةٌ، فاتخذ لُحُفًا تُلقى عَلَيْهِ، فلا يلبث أن يتأذى بِهَا، فإذا أخذت عَنْهُ، سأل أن تُرد عَلَيْهِ، فَقَالَ: قبحك اللَّه من دارٍ، مكثت فيك عشرين سَنَة أميرًا، وعشرين سَنَة خَلِيفَة، ثُمَّ صرت إِلَى مَا أرى.

وَقَالَ أَبُو عمرو بن العلاء: لَمَّا حَضَرتْ مُعَاوِيَة، الْوَفاةُ قيل لَهُ: ألا توصي؟ فَقَالَ:

هُوَ الموتُ لَا مَنْجي من الموتَ والذي ... نُحاذرُ بَعْدَ الموتِ أدهى وأفْظعُ

اللَّهمّ أقِلِ العثْرةَ، واعفُ عَن الزلة، وتجاوزْ بحِلمك عَن جهل مَن لَمْ يَرْجُ غيرَك فما وراءك مذهب.

وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: صَلَّى الضحاك بن قيس الفِهْريّ عَلَى مُعَاوِيَة، ودُفن بَيْنَ باب الجابية وباب الصغير [٢] فيما بلغني.

وَقَالَ أَبُو معشر وغيره: مات مُعَاوِيَة في رجب سَنَة ستين، وقيل: إِنَّهُ عاش سبعًا وسبعين سَنَة.

ميمونة بِنْت الحارث [٣]- ع- أم المؤْمِنِينَ الهلالية.


[١] الطبقات الكبرى ٤/ ١/ ٨٣، أنساب الأشراف ٤/ ٤١، تاريخ دمشق ١٦/ ٢٨٧ ب.
[٢] يقع قبره داخل مقبرة الباب الصغير من مقابر دمشق، والقبر معروف حتى الآن هناك. وقد جرى تجديده في السنوات الأخيرة. وهو قريب من قبر الحافظ ابن عساكر، رحمهما الله، وقد زرتهما في سنة ١٣٩٩ هـ. / ١٩٧٩ م. وقرأت الفاتحة لهما.
[٣] انظر عن (ميمونة بنت الحارث) في:
طبقات ابن سعد ٨/ ١٣٢، ومسند أحمد ٦/ ٣٢٩، وطبقات خليفة ٣٣٨، وتاريخ خليفة ٨٦ و ٢١٨، والمعارف ١٣٧ و ٣٤٤، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة ٦٧، والسمط الثمين ١١٣،