للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره الأبّار [١] فقال: سمع أَبَا عَبْد الله بن حفص، وأَبَا القاسم بن رشد، وغيرهم، وأخذ قراءة نافع وعِلم العربيّة عن أَبِي جَعْفَر بن يحيى الخطيب.

وسمع بغَرْنَاطة: أَبَا خَالِد بن رفاعة، وأبا الْحَسَن بن كوثر.

وسمع بالمنكّب [٢] : عَبْد الحقّ بن بُونة، وبمالقة: أَبَا عَبْد الله ابن الفخار، وبسَبتة: أَبَا مُحَمَّد بن عُبَيْد الله.

وأجاز لَهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بن زرْقون، وأبو بكر بن الجدّ، وجماعة.

وولي قضاء أبّذة [٣] فأسره العدوّ بها إذ تغلّبوا عليها سنة تسع وستّمائة، ثمّ تخلّص. ووُلي قضاء شاطبة [٤] مدّة، ثمّ وُلي قضاء شَرِيش [٥] ، ثمّ قضاء قُرْطُبَة. ثمّ أعيد إلى قضاء شاطبة وخطابتها. ثمّ نزح عنها في آخر سنة ستّ وثلاثين وستّمائة لتغلّب العدوّ فِي صدر هذا العام على بَلَنْسِيَة.

ووُلي قضاء سَبتَة ثمّ قضاء فاس. وكان من رجال الكمال، عِلمًا وعملا، يشارك فِي عدّة فنون، ويتميّز بالبلاغة.

أخِذَتْ عَنْهُ بشاطبة جُملة من روايته.

وُلِد سنة ثلاثٍ وستّين وخمسمائة، وتُوُفي بمراكِش فِي ربيع الأوّل بعد ولايته قضاء أغمات [٦] .


[١] في تكملة الصلة ٣/ ورقة ٧٦.
[٢] المنكّب: مدينة صغيرة في مقاطعة غرناطة على البحر المتوسط، وبهذا المرسي خرج عبد الرحمن الداخل الأموي عند دخوله الأندلس. (الروض المعطار ٥٤٨) .
[٣] أبّذة: مدينة بالأندلس صغيرة (الروض المعطار ٦) ، وتصحّفت في شذرات الذهب إلى:
«آمد» .
[٤] شاطبة: مدينة جليلة بالأندلس حصينة، قريبة من جزيرة شقر. (آثار البلاد وأخبار العباد ٥٣٩، الروض المعطار ٣٣٧، نزهة المشتاق ١٩٢.)
[٥] شريش: بفتح أوله وكسر ثانيه. من كور شذونة بالأندلس على مقربة من البحر. (الروض المعطار ٣٤٠) .
[٦] أغمات: مدينة بأرض المغرب بقرب وادي درعة وبينها وبين نفيس مرحلة. وهي مدينتان إحداهما تسمّى أغمات وريكة، والأخرى أغمات هيلانة، وبينهما نحو ثمانية أميال. (الروض المعطار ٤٦) .