ورد مراكش سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وكان وقتئذ ابن ثمانين عاما ولم يكن في رأسه ولحيته من الشيب إلا شعرات تدرك بالعدّ، وأخبرني أنه عرض- وهو ابن عشرين عاما- على أبي الفرج ابن الجوزي كتابه «المنتخب» عن ظهر قلب ببغداد. وفصل عن مراكش ذلك العام عائدا إلى المشرق، واجتاز بسبتة، وكان قد دخلها أول ذلك العام، وأجاز منها البحر إلى الأندلس مطوّفا على البلاد، يعقد فيها مجالس الوعظ» . (الذيل والتكملة) . وقال ابن الزبير: نبيل المنزع في وعظه، وذكر له كتابا في الوعظ سمّاه «مصباح الواعظ» ذكر فيه من وعظ من الصدر الأول، وما ينبغي للواعظ ويلزمه إلى ما يلائم هذا، مختصرا جدّا. وقفت على السّفير بجملته باستعارته منه. (صلة الصلة) . [٢] انظر عن (سليمان بن عبد المجيد) في: ذيل الروضتين ١٩٩، وذيل مرآة الزمان ١/ ٢٤٠- ٢٤٣، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٤٩، وعيون التواريخ ٢٠/ ١٧٦، ١٧٧، والسلوك ج ق ٢/ ٤١٣، والوافي بالوفيات ١٥/ ٣٩٩ رقم ٥٤٩، وفوات الوفيات ٢/ ٦٦ رقم ١٧٥، والدليل الشافي ١/ ٣١٨ رقم ١٠٨٦، والمنهل الصافي ٦/ ٣٦، ٣٧ رقم ١٠٨٩، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٤/ ٤١٥ رقم ٢٢٩.