للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأديب العالِم، نور الدين الإسعرديّ [١] الشّاعر.

وُلِد سنة تسع عشرة وستمائة، وقال الشعْر الرّائق. وكان من كبار شُعراء المُلْك النّاصر يوسف، وله بِهِ اختصاص. وديوانه مشهور [٢] .

وكان شابّا خليعا، أجلسه نجم الدّين ابن سَنِي الدّولة تحت السّاعات [٣] .

واتفق أَنَّهُ حضر عند المُلْك النّاصر فاصطفاه لمنادمته لمّا رَأَى مِنْ ظُرفه ولطف عِشرته. وخلع عَلَيْهِ قباء وعمامة بطرف ذَهَب، فأتى بها مِن الغد وجلس تحت السّاعات، وعمل ما رواه لنا عَنْهُ شيخنا شمس الدّين محمد بْن عَبْد العزيز الدّمياطيّ:

ولقد بُليتُ بشادنٍ إن [٤] ألمْتُهُ ... فِي قُبْح ما يأتيه لَيْسَ بسامع

مُتبذلًا [٥] فِي خِسَّةٍ وجَهَالةٍ ... ومجاعةٍ كشُهُود باب الجامعِ [٦]

وله:

سَأَلت الوزير: أتهوى النّساء ... أم المرد جاءوا [٧] عَلَى مُهجتك

فقال وأبدى انخلاعا: معي ... كذا وكذا. قلت: مِنْ زوجتك [٨]

تُوُفّي- سامحه الله- فِي سادس عشر ربيع الأوّل بدمشق، وله سبع وثلاثون سنة.


[ () ] ٢٥٣، ونكت الهميان ٢٥٥- ٢٥٧، والبداية والنهاية ١٣/ ٢١٢ وفيه: «أبو بكر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز» وهو وهم، وعيون التواريخ ٢٠/ ١٨٩- ١٩٣ وفيه: «نور الدين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن رستم» ، والسلوك ج ١ ق ٢/ ٤١٤، وشذرات الذهب ٥/ ٢٨٤، والعسجد المسبوك ٢/ ٦٤٣، وعقد الجمان (١) ١٨٩ وفيه: «أبو بكر محمد بن محمد بن عبد العزيز ... » .
وسيعاد مختصرا برقم (٣٢٠) .
[١] وقع في البداية والنهاية ١٣/ ٢١٢ «الأشعري» ، وهو تصحيف.
[٢] سمّاه «الزرجون في الخلاعة والجنون» وذكر فيه أشياء كثيرة من النظم والنثر والخلاعة.
[٣] باب الساعات باب الزيادة، وهو الباب القبلي للجامع الأموي بدمشق. (الدارس ١/ ١١٤) .
[٤] في عيون التواريخ ٢٠/ ١٩٠، وفوات الوفيات ٢/ ٣٣٠ «لو» .
[٥] في عيون التواريخ ٢٠/ ١٩٠، وفوات الوفيات: «متبذّل» .
[٦] البيتان في: المختار من تاريخ ابن الجزري، وعيون التواريخ، وفوات الوفيات.
[٧] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «صاروا» .
[٨] وله شعر غيره في المصادر.