وقال الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [١] : كَانَ المستنصر أبو القاسم محبوسا ببغداد، فلمّا أخذت التّتار بغداد أطلق، فصار إلى عرب العراق، واختلط بهم. فلمّا تسلطن المُلْك الظّاهر وَفَدَ عليه فِي رجب ومعه عشرةٌ من بني مهارش، فركب السُّلطان للقائه ومعه القُضاة والدّولة، فشقّ القاهرة. ثُمَّ أثبت نسبه عَلَى الحاكم، وبويع للخلافة. وركب يوم الجمعة من البُرج الَّذِي كَانَ بالقلعة، وعليه السّواد إلى جامع القلعة، فصعِد المنبرَ، وخطب خُطْبة ذكر فيها شَرَفُ بني العبّاس، ودعا فيها للسّلطان وللمسلمين، ثُمَّ صلّى بالنّاس.
وكان شديد السّمرة، جسيما، عالي الهِمّة، شجاعا. وَمَا بويع أحدٌ بالخلافة بعد ابن أخيه إلّا هُوَ، والمقتفي ابن المستظهر، بويع بعد الرّاشد بْن المسترشد بْن المستظهر.
وقد وُلّي الأمر ثلاثة إخوة: الرّاضي، والمتّقي، والمطيع بنو المقتدر، وولي قبلهم: المكتفي، والمقتدر، والقاهر بنو المعتضد، وولي من قبلهم:
المنتصر، والمعتزّ، والمعتمد بنو المتوكّل، ووليها: الأمين والمأمون والمعتصم بنو الرّشيد.