للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى الكثير وأفاد وانتخب. وكان ثقة، ثبْتًا، عارِفًا بفنّ الحديث، مليح الخطّ، حَسَن التَّخريج.

قال الشّريف عزّ الدّين: كان حافظا ثَبْتًا، وإليه انتهت رئاسة الحديث بالدّيار المصريّة. ووقف جملة كُتُبه. وسمعت منه وصحِبْتُه مدّة [١] .

قلت: وروى عنه الدّمياطيّ، وأبو الحُسين اليُونينيّ، وقاضي القُضاة أبو العبّاس بن صَصْرى، وأبو محمد شعبان الإربِليّ، وعبد الرّحيم السّاعاتيّ، وأبو المعالي بن البالسيّ، وعبد القادر الصَعْبيّ، وأبو بكر بن أبي الحسن بن الحصين، والتّاج أبو بكر بن عبد الرّزّاق العسقلانيّ، وأحمد بن محمد بن الإخوة، والكمال عبد الرحمن بن يعيش السّبْتيّ، وداود بن يحيى الفقير، ويوسف الكفيريّ الفرّاء، وأبو الفتح إبراهيم بن عليّ بن الخَيْميّ، وخلْق كثير.

ومات في ثاني جُمَادى الأولى بمصر، وقد ولي مشيخة الكامليّة ستّ سِنين [٢] .

٨١- يوسف بن يعقوب [٣] بن عثمان بن أبي طاهر بن الفضل.


[١] وقال قطب الدين اليونيني: سمع من خلق كثيرا وحدّث بالكثير، وخرّج تخاريج مفيدة، وجمع جموعا حسنة، وكان إماما عالما فاضلا، حافظا، ثبتا، عارفا بالصناعة الحديثية، وإليه انتهت رئاسة الحديث بالديار المصرية بعد الحافظ زكيّ الدين المنذري- رحمه الله وكتب بخطه الكثير، وكان خطّه حسنا، ووقف جملة من كتبه على من ينتفع بها من المسلمين. وكنت قصدت رؤيته في منزله بمصر في شهر رمضان المعظم سنة تسع وخمسين وستمائة، فخرج إليّ وناولني كتابا من مرويّاته، وأجاز لي ما تجوز له روايته ويجوز لي روايته عنه.
[٢] وقال ابن جماعة: أحد أئمّة هذا الشأن الذين أدركناهم، حافظ للحديث، عارف به، متقن لأسماء المحدّثين وكناهم ومقدار أعمارهم، حسن التخريج، جيّد التصنيف، من أهل الإتقان والضبط والثقة والعدالة والأمانة والديانة، حسن الطريقة، وجميل السيرة.
وقد ذكره في حداثة عمره الحافظ أبو بكر ابن نقطة البغدادي في بعض تصانيفه فقال: هو ثقة ثبت ضابط.
وذكره أبو الفتح ابن الحاجب الأميني في (معجم شيوخه) فقال: هو إمام عالم حافظ، حسن الأخلاق، مأمون الصحبة، كثير التحرّي في الرواية، حسن الضبط، مليح الخط، سريع القراءة مع صحة، كثير التحصيل، حلو العبارة. (٢/ ٥٤٩، ٥٥٠) .
[٣] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: ذيل الروضتين ٢٣٢، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٤٣، وذيل التقييد للفاسي ٢/ ٣٣٢، ٣٣٣ رقم ١٧٣٩.