للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨٥- إبراهيم بن محمد [١] بن أحمد بن هارون.

الحافظ، الحُجَّة، الواعظ، أبو إسحاق بن الكمّاد السَّبْتيّ.

يروي عن: أبي عبد الله التُّجيبيّ نزيل تلمسان، وأبي الحَجّاج ابنَ الشّيخ، وأبي ذرّ الخشنيّ [٢] .

ومولده في حدود الثّمانين وخمسمائة.

وقد ذكرت موته في عام ستّين على ما حدَّثني به ابن عِمران السَّبْتيّ، ثمّ قرأتُ في «برنامج» أبي جعفر بن زُبَيْر قال: وأبو إسحاق أحفظ من لقِيتُه لَحَدِيثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. ولقد ذَكَر لي شيخنا أبو الخطّاب بن خليل على جلالته وسِنّه أنّه لم يلْق أحفَظَ من ابن الكمّاد. كان في حِفْظ الحديث آية من الآيات.

قلت: يعني للمُتُون.

قال: ولمّا قدِم الأندَلُسَ أبو النّعيم الواعظ المعروف بابن راضية قافلا من المشرق، مُرتكبًا في وعْظه طرائق تلحينيّة يُركّبها على أبياتٍ أرقّ من النّسيم ويقرأ بين يديه قرّاء قد أحكم تدريبهم، فاستجابت لذلك العامّة، فلمّا فعل ذلك بإشبيليّة، وبها ابن الكمّاد إذ ذاك، أنكر ذلك كلّ الإنكار، وأبدأ في ذلك وأعاد، وحمله ذلك على أنْ جلس على المنبر للوعظ على سُنَن السّلَف. ففعله إلى أن مات، فحضرتُ مجالسه فسمعته يسرُدُ أحاديث، ويُتْبِعُها بفقهٍ وبيانٍ ما يعرض فيها، ويورد من الخلاف ما يلائم الحال.

وكانت معيشته من تفقُّدات الإخوان وهداياهم. وربّما نبّه في مجلسه إذا صمّت ضرورة. تُوُفّي في سنة ثلاثٍ وستّين، رحمه الله.

وقد تقدَّم في سنة ستّين أنّه كان من جملة محفوظاته «سُنَن أبي داود» .


[١] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: ملء العيبة للفهري ٢/ ١٣١، ١٤٨، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١١ رقم ٢٢١٢، والوافي بالوفيات ٦/ ١٢٠ رقم ٢٥٥٣، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٥٩.
[٢] هو مصعب بن محمد بن مسعود الخشنيّ الأندلسي النحويّ المعروف بابن أبي ركب. (المشتبه ١/ ٢١٧، توضيح المشتبه ٣/ ١١٤) .