للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التّوزيّ، معثر عرف بالجوبان القوّاس:

مظاهر الح ( ... ... ... ) [١] فيها فلا يحدّ

ف ( ... [٢] ) لا يكاد يخفى ... وظاهر لا يكاد يبدو

نشهده بين ذا وهذا ... بأعين منه تُسْتمدُّ

إنْ بَطَن العبدُ فهو ربٌّ ... أو ظَهَرَ الرَّبُّ فهو عبدُ

فعين كُنْ عين زُلْ ... وُجودًا قبضٌ وبَسْطٌ أخذ وردُّ

مراتب الكون ثابتاتٌ ... وهو إلى حكمها المَرَدُّ

وقال الشّيخ صفيُّ الدين الأُرْمَويّ الهنديّ: حججتُ في حدود سنة ستٍّ وستّين، وبحثت مع ابن سبعين في الفلسفة فقال لي: لا ينبغي لك الإقامة بمكّة. فقلت: كيف تقيم بها أنت؟ فقال: انحصرت القسمة في قعودي بها، فإنّ الملك الظّاهر يطلبني بسبب انتمائي إلى أشراف مكّة، واليمن صاحبها له فيَّ عقيدة، ولكنّ وزيره حَشَويّ يكرهني.

قال صفيّ الدين: وكان داوى صاحب مكّة فصارت له عنده مكانة بذلك ويُقال إنّه نُفي من المغرب بسبب كلمة كُفْرٍ صدرت منه، وهي أنّه قال: لقد تحجَّر ابن آمنةٍ في قوله: لا نبيَّ بعدي.

قلت: وإن فتحنا باب الاعتذار عن المقالات وسلكنا طريقة التّأويلات المستحيلات لم يبقَ في العالم كُفْرٌ ولا ضلال، وبَطَلَت كُتُبُ المِلَل والنِّحَل واختلاف الفِرَق. وقد ذكر الغزالي رحمه الله في كتاب «مشكاة الأنوار» فصلا في حال الحلّاج فأخذ يعتذر عما صدر منه مثل قوله: أنا الحقّ. وقول الآخر: ما في الْجُبّة إلّا الله. وهذه الإطلاقات الّتي ظاهرها كُفْر، وحَمَلها على محامل سائغة، وأوّلها وقال: هذا من فرط المحبّة وشدّة الوجد، وإنّ ذلك كقول القائل: أنا من أهوى ومن أهوى أنا.


[١] في الأصل بياض.
[٢] في الأصل بياض.