للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ [١] مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. أَخْرَجَاهُ [٢] . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ السُّفْيَانَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ [٣] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ- وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ-: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ» . أَخْرَجَاهُ [٤] .

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ مُنْتَعِلٌ [٥] بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ [٦] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ، قَالَ: «اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ وَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي» ، فَأَتَيْتُهُ فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِيَ بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهِنَّ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ [٧] .


[١] هو في أصله اللّغوي ما رقّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنّار.
[٢] صحيح البخاري ٦/ ٢٤٧، في مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، ومسلّم (٢٠٩) في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه.
[٣] انظر الباب نفسه من صحيح مسلّم.
[٤] صحيح البخاري ٦/ ٢٤٧ في مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، ومسلّم (٢١٠) في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه.
[٥] كذا في الأصل و (ع) ، وفي صحيح مسلّم «وهو منتعل» ، وكذا في الاكتفاء للكلاعيّ.
[٦] صحيح مسلّم (٢١٢) كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب ...
[٧] أخرجه أبو داود (٣٢١٤) في كتاب الجنائز، باب الرجل يموت له قرابة مشرك، والنسائي، في كتاب الطهارة، باب الغسل من مواراة المشرك ١/ ١١٠، وفي كتاب الجنائز ٤/ ٧٩ باب