[١] وقال ابن شداد: وتولّى نيابة عن عمّه تدريس المدرسة الظاهرية خارج باب المقام، ثم انتقل إلى نظر الجامع بحلب، في سنة تسع وأربعين وكذلك البيمارستان. وما زال إلى سنة أربع وخمسين وفوّض إليه نظر الخزانة للصحبة بدمشق، وما زال بها ناظرا إلى أن خرج من دمشق ناجعا إلى الديار المصريّة في سنة ثمان وخمسين، وولي تدريس المدرسة الحسامية بالفيّوم من قبل قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف- رحمه الله- فأقام بها سنتين، ثم نجع إلى مكة- حرسها الله تعالى- وأقام بها ثم دخل اليمن وأقام به وسمع الحديث واشتغل. وعاد إلى الديار المصرية في سنة أربع وستين، وولي قضاء الحسينية في القاهرة، ثم ولي تدريس المدرسة القطبية بالقاهرة. ثم خرج صحبة المولى الصاحب الوزير بهاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن حنّا في جمادى الآخرة، وفوّض إليه نظر الجامع والوقوفات بحلب، ووكالة بيت المال، فتوجّه إلى حلب، وأقام بها إلى أن توفي، كان رئيسا عاقلا فاضلا ديّنا، حسن العشرة، كثير المروءة والعصبية، يحبّ الخير وأهله، كثير المعروف، كثير المشي إلى الناس. [٢] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: المقتفي للبرزالي ١/ ورقة ٢٩ ب، والعبر ٥/ ٢٩٣.