ولما قضى عبد العزيز بن جعفر ... وأردفه رزء النصير محمد جزعت لفقدان الأخلاء وانبرت ... شئوني كمرفض الجمان المبدّد وجاشت إليّ النفس حزنا ولوعة ... فقلت: تعزّي واصبري فكان قد وقيل كان بينه وبين عماد الدين محمد بن حسن الأبهري المعروف بالزمهرير منافسة، وتقدّم بعض الخواقين إلى خواجه نصير الدين الطوسي بمشيخة رباط الخلاطية، فرتّبه عوضا عن شمس الدين بن البزدي، وكان شيخا لم يخالط الصوفية، ولا عرف قواعدهم، ولا تأدّب بآدابهم، وكان الناس يولعون به، فقال له يوما شمس الدين الكوفي الواعظ: «أنا وأنت لا نرى في الجنة» ، فتأثّر لذلك واغتاظ منه، فقال له: إنّ الله تعالى يقول: لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ٧٦: ١٣. ولم يزل شيخا بالرباط إلى سنة سبع وسبعين، ثم سافر وأعيد ابن البزدي إلى الرباط. وقال ابن شدّاد في تاريخ الملك الظاهر ٩٨ «كان رجلا عالما فاضلا، مبرّزا في الخلاف والمنطق والأصولين والهيئة والأرتماطيقي والرياضي. خلّف من الكتب بعد موته مائة ألف وأربعة عشر ألف كتاب» . وقال ابن العبري: امتاز بالفضل في كل العلوم الحكمية ولا سيما في العلوم الرياضية وآلات الرصد والدوائر النحاسية الكبرى، ففاق فيها ما أقامه بطليموس في الإسكندرية. واختبر سير الكواكب وأتقنه. واجتمع كثير من الحكماء من مختلف البلاد وأقبلوا إلى مراغة بأذربيجان. وكانت جميع أوقاف المساجد والمدارس في بغداد وأثور تحت حكمه يوزّع منها الأجور على المعلّمين والطلّاب الذين لديه. وقد صنّف كتبا جمّة في المنطق