وتفقّه فِي صباه عَلَى جماعة، ولازم القاضي كمال الدّين التّفْليسيّ، وصار من أعيان أصحابه. ثمّ ولى تدريس الشّاميّة مُشاركًا للقاضي شمس الدّين ابن المقدسيّ، بعد فصولٍ جرت، فلمّا حضر الصّاحب بهاء الدّين إلى دمشق استقلٌ شمس الدّين بالشاميّة وحده، وولى عزّ الدّين وكالة بيت المال، ورفع الصّاحب من قدره ونوَّه بذكره.
ثمّ عمد إلى القاضي شمس الدّين ابن خَلَّكان فعزله بالقاضي عزّ الدّين فِي سنة تسع وستّين، فباشر القضاء، وظهرت منه نهضة وشهامة، وقيام فِي الحقّ ودرء للباطل، وحِفْظُ الأوقات واموال الأيتام والأشراف، وتصدّى لذلك، فحُمِدت سيرته، وأحبّه النّاس، وأبغضه كلّ مِرُيب، وأعلا اللَّه منار الشَّرع بِهِ.
وكان ينطوى عَلَى ديانة وورع وخوف من اللَّه تعالى ومعرفة تامّة بالأحكام، ولكنّه كانت لَهُ بادرة من التّوبيخ والمحاققة وكشف الأمور،
[ () ] ٣١/ ٩٧- ٩٩، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٢٧٥، ودول الإسلام ٢/ ١٨٦، والعبر ٥/ ٣٤٤، ٣٤٥، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٧٣، والإعلام بوفيات الإعلام ٢٨٥، ومرآة الجنان ٤/ ١٩٩، ٢٠٠، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣٢، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٠٤، وعيون التواريخ ٢١/ ٣٤٣، ٣٤٤، والوافي بالوفيات ٣/ ٢٧٠، ٢٧١ رقم ١٣١٥، وطبقات الفقهاء لابن قاضى شهبة ٣/ ٥١- ٥٣ رقم ٤٨٨، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكى، والورقة ٨٠ أ، والكبرى، له ٥/ ٣١، وقضاة دمشق ٧٦، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٦٤، وشذرات الذهب ٥/ ٣٨٣، وذيل التقييد ١/ ١٦١ رقم ٢٧٧، والدليل الشافي ٢/ ٦٣٨، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢/ ٤٩، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٧٢٧، وعقد الجمان (٢) ٣٣٣، ٣٤، ودرّة الأسلاك ١/ ورقة ٧٨، وتذكرة النبيه ١/ ٩١.