للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: كَانَ سَاحِرٌ يَلْعَبُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَيَأْخُذُ سَيْفَهُ فَيَذْبَحُ نَفْسَهُ وَلا يَضُرُّهُ، فَقَامَ جُنْدُبٌ فَأَخَذَ السَّيْفَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ٢١: ٣ [١] . إسناده صَحِيحٌ [٢] .

وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ كَانَ بِالْعِرَاقِ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاحِرٌ، فَكَانَ يَضْرِبُ عُنُقَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَصِيحُ بِهِ، فَيَقُومُ، فَتَرْتَدُّ إِلَيْهِ رَأْسُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ يُحْيِي الْمَوْتَى! فَرَآهُ رَجُلٌ مِنْ صَالِحِي الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَمَلَ مِنَ الْغَدِ عَلَى سَيْفهِ، فَذَهَبَ السَّاحِرُ يَلْعَبُ لُعْبَهُ ذَلِكَ، فَاخْتَرَطَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. وَقَالَ: إِنْ كَانَ صَادِقًا فَيُنَجِّي نَفْسَهُ، فَأَمَرَ بِهِ الْوَلِيدُ فَسَجَنَهُ، فَأُعْجِبَ السَّجَّانُ نَحْوَ الرَّجُلِ فَقَالَ: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَهْرُبَ؟

قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاخْرُجْ، لا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْكَ أَبَدًا [٣] .

١٩- جَنْدَرَةُ [٤] بْنُ خَيْشَنَةَ [٥] أَبُو قِرْصَافَةَ الْكِنَانِيُّ، صَحَابِيٌّ نَزَلَ الشَّامَ


[ () ] جاء في حدّ الساحر (١٤٦٠) ، والدارقطنيّ في سننه ٣/ ١٤٤، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٦٠ وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلّا من هذا الوجه، إسماعيل بن مسلم المكيّ يضعف في الحديث، والصحيح عن جندب موقوف.
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كتابه «الكبائر» - ص ٤٦: الصحيح أنه من قول جندب.
وأخرجه الطبراني في ترجمة «جندب بن عبد الله بن سفيان» من رواية الحسن البصري، عن جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ.. فأخطأ بذلك. انظر المعجم الكبير ٢/ ١٦١ رقم (١٦٦٥) و (١٦٦٦) .
[١] سورة الأنبياء- الآية ٣.
[٢] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢/ ١٧٧ رقم (١٧٢٥) من طريق: محمد بن عبد الله الحضرميّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا هشيم، أخبرنا خالد الحذّاء. ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٣/ ٤١٠) ، والمزّي في تهذيب الكمال ٥/ ١٤٣، والمؤلّف الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣/ ١٧٥، ١٧٦، والدارقطنيّ في السنن ٣/ ١١٤ ونسبه إلى «جندب البجلي» وهو وهم.
[٣] ذكره المزّي في تهذيب الكمال ٥/ ١٤٣، ١٤٤، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣/ ١٧٦، وابن حجر في الإصابة ١/ ٢٥٠ ونسبه إلى البيهقي في دلائل النّبوّة.
[٤] التاريخ الكبير ٢/ ٢٥٠ رقم ٢٣٥٨، والمعرفة والتاريخ ٢/ ١٠١ و ٣/ ٢٨ و ١٦٨، ومقدّمة
[٥] خيشنة: بفتح الخاء المعجمة وبعدها ياء معجمة وبعد الشين المعجمة نون. (الإكمال ٣/ ٢١١) .