خروجه من الحمّام، وجلس مجلسا عامّا فتلفظ بشهادة الحقّ وهو يبتسم ووجهه يستنير ويتهلل. وكان شابا، أشقر، مليحا، له إذ ذاك بضعٌ وعشرون سنة. وضجّ المسلمون حوله عند ما أسلم ضجة عظيمة من المُغل والعجم وغيرهم، ونثر على الخْلق الذهب واللؤلؤ. وكان يَوْمًا مشهودا. وفشا الإسلام في جيشه بحصر نوروز فإنّه كان مسلما خيرا صحيح الإسلام، يحفظ كثيرا من القرآن والرقائق والأذكار.
ثُمَّ شرع نوروز يلقن الملك غازان شيئا من القرآن ويجتهد عليه. ودخل رمضان فصامه، ولولا هذا القدر الَّذِي حصل له من الإسلام وإلّا كان قد استباح الشَّام لما غلب عليه، فلله الحمد والمِنّة [١] .