وكان جارًا للصّاحب تقيُّ الدين بن البيع، فصاحَبَه ورأى منه الكفاءة، فأخذ له حسبة دمشق. ذهبتُ إليه مع الذهبيين ليحكم فيهم، فأذاقنا ذلا وقهرا. ثم ذهب إلى مصر وتوكّل للملك الأشرف فِي دولة أَبِيهِ فجرت عليه نكبة من السّلطان، ثُمَّ شفع مخدومه فِيهِ، فأُطلق من الاعتقال. وحجّ إلى بيت اللَّه، فتملّك فِي غيبته مخدومه الملك الأشرف، وعين له الوزارة. وكان مُحِبًّا فِيهِ، معتمدا عليه، فعمل الوزارة فِي مستحقّها. وكان إذا ركب تمشي الأمراء والكبار فِي خدمته. ودخل دمشق يوم قدومهم من عكا فِي دَسْتٍ عظيم وكبكبة من القُضاة والمفتين والرؤساء والكُتّاب، فلم يتخلف أحد. وكان الشُّجاعيّ فمن دونه يقفون بين يديه، وجميع أمور المملكة منوطة به. وإذا
[١] انظر عن (محمد بن عثمان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان ١٥٢- ١٥٤ رقم ٢٤٨، والحوادث الجامعة ٢٢٦ و ٢٢٩، ونهاية الأرب ٣١/ ٢٧٠- ٢٧٣، ومنتخب الزمان ٢/ ٣٧٠، والمقتفي ١/ ورقة ٢٠٨ ب، ٢٠٩ أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٨١، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٩٠، والعبر ٥/ ٣٩٠، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٧٨ و ٣٨٠، والوافي بالوفيات ٤/ ٨٦ رقم ١٥٥٥، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٧٩٧، ٧٩٨ و ٨٠٤، وتذكرة النبيه ١/ ١٧٣، ودرة الأسلاك ١/ ورقة ١٢١، والمقتفي الكبير ٦/ ٢٠٤ رقم ١٦٦٠، والنجوم الزاهرة ٨/ ٥٣، ٥٤، والدليل الشافي ٢/ ٦٥٢، ٦٥٣ رقم ٢٢٤٣، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٣٧٩- ٣٨١.