زعيم آل مري. أعرابي شريف، مُطاع. وهو الَّذِي حمى النّصرانيّ الَّذِي سبّ، فدافع عَنْهُ بكلّ ممكن. وكان هذا النصراني لعنه اللَّه بالسُّوَيداء وقع منه تعرض للنبيّ صلى الله عليه وآله سلم، فطلع الشيخان زين الدِّين الفارقيّ، وتقيّ الدِّين ابن تيميّة فِي جمْع كبير من الصُلَحاء والعامّة إلى النّائب عزَّ الدِّين أيْبَك الحَمَويّ، وكلماه فِي أمر الملعون، فأجاب إلى إحضاره وخرجوا، فرأى النّاس عسّاف، فكلّموه فِي أمره، وكان معه بدويّ، فقال: إنه خيرٌ منكم. فرَجَمَتْه الخلق بالحجارة. وهرب عساف، فبلغ ذَلِكَ نائبَ السَّلْطَنَة، فغضب لافتتان العوامّ.
وإلا فهو مُسْلِم يحبّ اللَّه ورسوله، ولكن ثارت نفسه السبعية التركيّة، وطلب الشيخ، فأخرق بهما، وضربا بين يديه، وحُبسا بالعذراوية، وضرب جماعة من العامة، وحبس منهم ستة، وضرب أيضا والي البلد جماعة، وعلق جماعة.
ثُمَّ سعى نائب السَّلْطَنَة كَمَا لقن فِي إثبات العداوة بين النّصرانيّ وبين الَّذِين شهدوا عليه من السُّوَيدا ليخلّصه بذلك. وبلغ النّصرانيَّ الواقعةُ فأسلم، وعقد النائب مجلسا، فأحضر القاضي ابن الخُوَيّي وجماعة من الشافعية، واستفتاهم فِي حقْن دمه بعد الإسلام، فقالوا: مذهبنا أنّ الإسلام يحقن دمه.
وأحضر الشَّيْخ زين الدِّين الفارقيّ، فوافقهم، فأُطلق. ثُمَّ أحضر الشَّيْخ تقيّ الدِّين، فطيب خاطره، وأطلقه والجماعة بعد أن اعتقلوه عدّة أيام ثُمَّ أُحضر النّصرانيّ إلى دمشق فحبس، وقام الأعسر المُشدّ فِي تخليصه، فأُطلق وشقّ ذَلِكَ على المسلمين.
وأما عساف فقتله بقرب المدينة النبويّة فِي ربيع الأول من هذه السَّنَة ابنُ أخيه جمّاز بْن سليمان، وفرح النّاس.
[١] انظر عن (عساف) في: تاريخ حوادث الزمان ١/ ٢٧٠، ٢٧١ رقم ١٤٠، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٣٥، ٣٣٦ و ٣٤٠، وعيون التواريخ ٢٣/ ١٩٠، وعقد الجمان (٣) ٢٩٦، والنجوم الزاهرة ٨/ ٧٤، والمنهل الصافي ١/ ٢٤٦، وذيل مرآة الزمان ٤/ ورقة ١٤٥.