وحدَّث بالدّارميّ، قرأه عليه ابن حبيب. وكان ذهبيا بقَيْسارية المدّ، له حُرمة ووجاهة فِي سوقه لدِينه ومكارمه وتواضُعه وفضيلته. فإنه كان حافظا للقرآن، حفَظَة للحكايات والأشعار، يوردها إيرادا جيّدا. وكان يلقّب بالنَّحْويّ. وقد اجتمعنا به مرات، وكنّا نفرح به ونحن صغار. وكان يطلع إلى بستاننا بأهله. وهو أخو القاضي أَحْمَد الذّهبيّ، زوج خالتي سَمِعت منهما.
وتُوُفيّ الزَّين النَّحْويّ فِي سابع عَشْر ذي القعدة بدمشق. وصُلّي عليه يوم الجمعة.
٧١٦- مُحَمَّد بْن عَبْد القويّ [١] بْن بدران.
الإِمَام، المفتي، النَّحْويّ، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه المَقْدِسيّ، المرداويّ، الجماعيليّ، الحنبلي. وُلِدَ بمَرْدا سنة ثلاثين، وقدِم إلى الصّالحية، فقرأ وتَفَقَّه على الشَّيْخ شمس الدِّين وغيره. وبرع فِي العربية واللغة، وأشغل، ودرس، وأفتى، وصنَّف. وكان حَسَن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مُطَّرحًا للتَّكلُّف. وُلّي تدريس الصّاحبية مدّة. وكان يحضر دار الحديث ويُشغل بها وبالجبل. وقد سمع من: خطيب مَرْدا، ومحمد بْن عَبْد الهادي، وعثمان بْن خطيب القرافة، ومظفَّر بْن الشَّيْرجيّ، وإبراهيم بْن خليل، وتاج الدِّين ابن عَبْد الوهاب بْن عساكر، وطائفة.
[١] انظر عن (محمد بن عبد القوي) في: المقتفي ٢/ ورقة ٥ ب، والعبر ٥/ ٤٠٣، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٨٥، وتذكرة النبيه ١/ ٢٢٢، والوافي بالوفيات ٣/ ٢٧٨ رقم ١٣١٨، وأعيان العصر ٤/ ٥١٦، ٥١٧ رقم ١٦٢٤، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٩٢، وبغية الوعاة ١/ ١٦١، والدارس ٢/ ٦٥، وشذرات الذهب ٥/ ٤٥٢، والدليل الشافي ٢/ ٦٣٩ رقم ٢١٩٧، والمنهج الأحمد ٤٠٨، وذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٤٢، ومختصر الذيل ٨٩، والمقصد الأرشد، رقم ١٠٠٤، والدر المنضد ١/ ٤٤٢ رقم ١١٧٦، وذيل مرآة الزمان ٤/ ورقة ٣٣٦، ٣٣٧.