للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَجْتَهِدْ رَأْيَكَ، وَإِنْ شِئْتَ تُؤَامِرْنِي، وَلا أَرَى مُؤَامَرَتَكَ إِيَّايَ إِلا أَسْلَمَ لَكَ [١] .

وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا جَمَعَ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ وَقَالَ: إِنِّي مُفَارِقُكُمْ، فَاجْتَمَعَ [٢] فِي الرَّحْبَةِ رِجَالٌ أَيُّمَا رِجَالٍ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى نَفَدَ مَا عِنْدَهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ إِلا شُرَيْحٌ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ أَقْضَى الْعَرَبِ [٣] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ وَشَطْرُ النَّاسِ عَلَيَّ غِضَابٌ [٤] .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اخْتُصِمَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي وَلَدِ هِرَّةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي، وَقَالَتِ الأُخْرَى: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَلْقِهَا مَعَ هَذِهِ فَإِنْ هي قرّت ودرّت واسطرّت فَهِيَ لَهَا، وَإِنْ هِيَ هَرَّتْ وَفَرَّتْ وَاقْشَعَرَّتْ- وَفِي لَفْظٍ:

وَأَزْبَأَرَّتْ- فَلَيْسَ لَهَا.

اسْبَطَرَّتِ: امْتَدَّتْ لِلِإرْضَاعِ.

وتَزْبَئِرُّ: تَنْتَفِشُ [٥] .

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ رَجُلا أَقَرَّ عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ ثُمَّ ذَهَبَ يُنْكِرُ فَقَالَ: قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ [٦] .

وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحُ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَيْتًا يَخْلُو فِيهِ، لا يَدْرِي النَّاسُ مَا يَصْنَعُ فيه [٧]


[١] تهذيب تاريخ دمشق ٦/ ٣٠٧.
[٢] في الأصل «فاجتمعوا» ، وهو غلط.
[٣] حلية الأولياء ٤/ ١٣٤، والجرح والتعديل ٤/ ٣٣٢، وتهذيب الكمال ١٢/ ٤٤٠، ووفيات الأعيان ٢/ ٤٦٢، وتهذيب تاريخ دمشق ٦/ ٣٠٦ و ٣٠٨.
[٤] سير أعلام النبلاء ٤/ ١٠٥.
[٥] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق ٦/ ٣١١، وتهذيب الكمال ١٢/ ٤٤٠، ٤٤١، وسير أعلام النبلاء ٤/ ١٠٥، وانظر أخبار القضاة لوكيع ٢/ ٣٩٣.
[٦] طبقات ابن سعد ٦/ ١٣٥، تهذيب الكمال ١٢/ ٤٤٠.
[٧] انظر نحو ذلك في طبقات ابن سعد ٦/ ١٤٢ من طريق حسين بن عبد الرحمن، عن أبي طلحة مولى شريح. وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٦/ ٣١٣.