للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.

روى عنه: محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة.

قال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان، وأبا حسان الأعرج.

وقال الفرزدق: كان عمران بن حطان من أشعر الناس، لأنه لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَنَا لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ.

وَرَوَى سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، فَكَلَّمُوهُ فِيهَا، أَوْ فَكَلَّمُوهَا فِيهِ، فَقَالَ: سَأَرُدُّهَا إِلَى الْجَمَاعَةِ، يَعْنِي قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا [١] .

وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، فَأَعْجَبَتْهُ مَرَّةً، فَقَالَتْ: أَنَا وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ؟ قَالَتْ: لِأَنَّكَ أُعْطِيتَ مِثْلِي، فَشَكَرْتَ، وَابْتُلِيتَ بِمِثْلِكَ، فَصَبَرْتُ، وَالشَّاكِرُ وَالصَّابِرُ فِي الْجَنَّةِ [٢] .

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ كَانَ ضَيْفًا لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، فَذَكَرَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَنَا، فَأَعْلَمَهُ رَوْحٌ ذَلِكَ، فَهَرَبَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَوْحٍ:

يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيمٍ [٣] قَدْ نَزَلْتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنَّكَ مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ

حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ ... مِنْ بعد ما قِيلَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانِ

قَدْ كُنْتُ ضَيْفَكَ [٤] حَوْلا مَا تُرَوِّعُنِي ... فِيهِ طَوَارِقُ [٥] مِنْ إِنْسٍ ومن جان


[ () ] والنهاية ٩/ ٥٢، ٥٣، ومرآة الجنان ١/ ١٧٥، والتذكرة الحمدونية ١/ ١٦٣ و ٢٥٥ و ٢/ ٤٤٥ و ٤٤٩، وزهر الآداب ٥٥٦، وتخليص الشواهد ١٢١، والإصابة ٣/ ١٧٨- ١٨٠ رقم ٦٨٧٥، وتهذيب التهذيب ٨/ ١٢٧- ١٢٩ رقم ٢٢٢، وتقريب التهذيب ٢/ ٨٢، ٨٣ رقم ٧٢٢، والنجوم الزاهرة ١/ ٢١٦، وهدي الساري ٤٣٢، وخزانة الأدب ٥/ ٣٥٠، وشذرات الذهب ١/ ٩٥، وجمهرة أنساب العرب ٣١٨، والعلل لأحمد، رقم ١٢٩٩ و ٥٢٣٣.
[١] جاء في الأغاني ١٧/ ١١٠ من طريق الحسن بن عليل العنزيّ، عن منيع بن أحمد السدوسي، عن أبيه، عن جدّه قال: كان عمران بن حطّان من أهل السّنّة والعلم، فتزوّج امرأة من الشّراة من عشيرته، وقال: أردّها عن مذهبها إلى الحقّ، فأضلّته وذهبت به.
[٢] الأذكياء ٢١٠.
[٣] في الكامل للمبرّد «أخي مثوى» بدل «كريم» ، ومثله في كتاب المتوارين للأزدي ٦٨.
[٤] في الكامل «جارك» بدل «ضيفك» .
[٥] في الكامل «روائع» بدل «طوارق» .